السبت، 21 مارس 2020

التواصل داخل العائلة

(الاتصال الأسري) لنتعرف على أنفسنا ثم المحيطين بنا.

تماشيًا مع الإجراءات الاحترازية المتعبة بعد رصد حالات إيجابية مصابة بـ #فايروس_كورونا_المستجد وتبعتها توصيات كثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الوسوم الاتية التي تناشد بـ ⁧‫#الحجر_المنزلي‬⁩ و ‫#ميثاق_العزل_المنزلي‬⁩‬ و ⁧‫#انثبر_بالبيت_وخلك_اونلاين‬⁩ وكمانه ⁧‫#فعاليات_الحجر_المنزلي‬⁩ ؛ لذلك وبما أن الأفضل لسلامتنا المكوث بالبيت لفترات أطول من المعتاد؛ لازم نعرف بأنه:‬‬‬‬
حان الوقت لاستيعاب أنماط الاتصال داخل العائلة‬.
‫حان وقت ردم الهوة التي عملنا على حفرها لا إراديًا‬.‬
‫حانت الفرصة التي نستطيع من خلالها ان نرفع من قيمة المحيط العائلي‬.‬
‫حان وقت رصد الخلل في علاقاتنا‬.‬
‫حان وقت فهم تفكير بعضنا‬.‬
حان وقت صنع أجواء أكثر ألفة وتعاون‬.
حان وقت تخصيص أوقات لكل هواية وننشغل بمهاراتنا‬.
حان وقت العمل على تطوير نقاط الضعف في شخصياتنا وعلاقاتنا ونطاق أعمالنا‬.
فهل تأخرنا في اتخاذ هذا القرار أو أننا من الأساس كنا نسير على الطريق السليم في محيطنا العائلي ولا نحتاج لكل ما ذكر سابقًا؟!‬

ولأن تواصل أفراد الأسرة يتأثر بشكل واضح بنوع الأسرة، والتواصل بينهم يشكل أحد أوجه الحياة الأسرية، ويعكس عمق العلاقات الأسرية وهو فعال في أداء الأسرة وتفاعلهم فيما بينهم؛ لذلك سأشارككم في سلسلة تغريدات مختصرة ألخص فيها بطريقة مبسطة بعض أفرع ومجالات الاتصال داخل العائلة أو كما يطلق عليه أيضًا "الاتصال الأسري". بداية قبل الدخول في أنماط الاتصال الأسري نقدر نقول بأن "التواصل الأسري يُفصِّل الطريقة التي يتم بها تبادل المعلومات اللفظية وغير اللفظية بين أفراد العائلة. ينطوي على ذلك القدرة على الاهتمام بما يفكر فيه الآخرون ويشعرون به. وهو جزء مهم من التواصل ليس فقط في الحديث ولكن أيضًا في طريقة الاستماع إلى ما يقوله الآخرون". ومجال الاتصال الأسري نما إلى حدٍ كبير من الاتصال الشخصي في دراسات الاتصال ومن تخصص علم النفس، وعلم الاجتماع، والدراسات الأسرية.

فالتواصل داخل الأسرة مهم للغاية لأنه يمكّن الأفراد من التعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم واهتماماتهم لبعضهم البعض. والتواصل المفتوح والصادق يخلق أجواءً تسمح لأفراد العائلة بالتعبير لبعضهم البعض عن خلافاتهم ونقطة اتفاقهم في أمور كثيرة. لذلك فمن خلاله يكون أفراد الأسرة قادرين على حل المشاكل الاعتيادية المتكررة التي تنشأ في جميع الأسر.

وكلما كان التواصل فعالًا كلما كانت العلاقة أقوى بين أفراد العائلة، فالفرد غير مضطر ليخفي أسرارًا أو يشرح أمورًا غير معلومة لأن الشفافية في تواصلهم جعلت كل ذلك معلومًا من تعابير الوجه والإيماءات إلى منطوق الكلام. لذلك فالتواصل الفعال هو سمة مهمة للعائلات السليمة. والاتصال يعتبر لبنة أساسية في العلاقات القوية بين الوالدين والأشقاء.

وبذلك يمكن تقسيم التواصل داخل العائلة إلى مجالين مختلفين: احداهما تواصل فعَّال يتم فيه تبادل المعلومات الواقعية التي تمكن الأفراد من أداء الوظائف العائلية المشتركة. والآخر تواصل عاطفي يشارك فيه أفراد الأسرة عواطفهم مع بعضهم البعض. لذلك فبعض العائلات تتواصل بشكل جيد للغاية مع التواصل الفعّال، لكنها تواجه صعوبة كبيرة في التواصل العاطفي. والأسر ذات العلاقات السليمة قادرة على التواصل بشكل جيد في كلا المجالين الفعال والعاطفي. 

الاتصال الأسري بمجاليه الفعال والعاطفي يكون واضحًا أو مبهمًا ومباشرًا أو غير مباشر. فيكون واضحًا عندما يتم نطق الرسائل بوضوح ويكون المحتوى سهل الفهم من قبل أفراد العائلة الآخرين. ويكون مبهمًا عندما تكون الرسالة موحلة وغامضة. يكون الاتصال مباشرًا إذا كان الشخص الذي يتم التحدث إليه هو الشخص المقصود به الرسالة. في المقابل، يكون الاتصال غير مباشر إذا لم يتم توجيه الرسالة إلى الشخص المقصود لها.

نتيجة لذلك نستخلص أبرز أربعة أنماط للاتصال الأسري من مجموعة أنماط أخرى متعددة: 
١- التواصل الواضح والمباشر؛ وهو يعد من أكثر أشكال التواصل الجيد والفعال ويحدث عندما يتم ذكر الرسالة بشكل واضح ومباشر للفرد المقصود في الأسرة.
٢- اتصال واضح وغير مباشر؛ وفي هذا النمط تكون الرسالة واضحة، لكنها غير موجهة إلى الشخص المقصود.
٣- التواصل المبهم والمباشر؛ يحدث عندما يكون محتوى الرسالة غير واضح، ولكنه موجه إلى ذات الفرد المعني بالرسالة.
٤- التواصل المبهم وغير المباشر؛ يحدث عندما تكون الرسالة والمستلم المقصود غير واضحين. ففي العلاقات الأسرية ضعيفة التواصل بين أفرادها، يكون الاتصال بينهم مبهمًا وغير مباشر للغاية. 

وقد يتأثر التواصل داخل العائلة بثقافة المجتمع الذي تعيش في محيطه، وتتأثر كذلك بالمؤثرات الخارجية التي تساهم في تشكيل طريقة سماع وتعامل الأسرة وكيفية تفاعلهم؛ لذلك هناك الكثير من الممارسات التي يمكن للعائلات القيام بها لتحسين مهارات الاتصال لديهم ليصبح تواصلهم فعالًا حتى تتحسن جودة علاقاتهم.
• الصراع والعنف وهوس السلطة جزء من التفاعل الأسري؛ وفهم ومسبباتهم وعلاقاتهم بممارسات التواصل يساعد الأسرة على فهم نفسيات بعضهم وأساليب تفكيرهم.
• ففي زحمة أوقاتنا خصص وقتًا تتواصل فيه باستمرار مع أفراد اسرتك؛ فقط زاحم انشغالك عنهم بتواجدك فيه معهم.
• احرص في إداء المهام على تبادل الأدوار بين أفراد الأسرة وضع قواعد واضحة لأنها توجه سلوك الأسرة في التواصل فيما بينهم.
• كن إيجابيًا؛ فأنماط التواصل السلبية قد تؤثر كثيرًا على متانة العلاقة بين أفراد الأسرة عند التعرض لمواقف سلبية، بعكس التواصل الفعال لذي يتسم بشكل أساسي بالإيجابية التي تعمل على تزييل أي عقبة سلبية تهز العلاقة.
• التوتر والضغوطات التي تواجهها العائلة تؤثر على قدرة الأسرة في الحفاظ على نفسها كنظام فعال؛ لذلك فالاستجابة السريعة لما يمر به المرء من ضغوطات وإجهاد أو عبء خارجي ومراعاة ما يمر به اي فرد بالأسرة كفيل بأن يخفف من حدة ذلك على الجو الأسري.
• لتفهم وجهة نظر الآخر وتستوعب الرسائل اللفظية وغير اللفظية في حديثه يتطلب أن تكون مستمعًا جيدًا فذلك من أبرز جوانب التواصل الفعال.
• لبناء علاقات قوية وتكوين ثقة متبادلة بين أفراد الأسرة وجب أن يكونوا منفتحين وصادقين مع بعضهم البعض.
• الانتباه للرسائل غير اللفظية؛ والتواصل الفعال يولي اهتمامًا وثيقًا للسلوكيات غير اللفظية لأفراد العائلة الآخرين. فقد تختلف تعابير الوجه ولغة الجسد عن المنطوق وبهذه الحالات، يستطيع الفرد معرفة حقيقة مشاعر الفرد الذي يتواصل معه.
• اسأل عن نقاط القوة والضعف في علاقتكم وفصل فيها ايجابياتك وسلبياتك لتحسين البيئة التي تعيشون فيها. 
• الحرص على التواصل بشكل واضح ومباشر؛ فالعائلات المترابطة تنقل أفكارها ومشاعرها بطريقة واضحة ومباشرة. وتتلخص أهمية ذلك عند محاولة حل المشاكل التي تنشأ بين أفراد الأسرة؛ لأن التواصل الغامض غير المباشر في حل المشكلات لن يفشل فحسب، بل سيساهم أيضًا في نقص الارتباط بين أفراد الأسرة.
• ركز على نقاط القوة العائلية؛ وبقدر وضوحك انفتاحك واستمرارية تواصلك تستطيع تبني معهم علاقة قوية تتخطى فيها المشكلات التي تواجهكم.
• لا يتواصل جميع أفراد العائلة بنفس الطريقة أو على نفس المستوى؛ لذلك فكر في الشخص الذي تتواصل معه. وأعلم بأن أسلوب تواصلك مع أبنائك الصغار يختلف عن تواصلك مع البالغين منهم.
• دوِّن ما تراه ملائمًا، ومالم يعجبك، وما تود أن تكون عليه، وما تتمنى ان يحتذى به. شاركهم أدق التفاصيل واشرح أكثرها غموضًا وعمقًا.
• لا تترك لسوء الفهم سبيلًا في بيتك كن فيه المرشد والمستمع وهمزة الوصل والعلامة الفارغة في علاقاتك مع أفراد اسرتك.

فالتواصل السليم يحافظ على الهوية العائلية ونتيجة لذلك تقوم بعض العائلات بتطوير أنماط التواصل الشخصية فيما بينهم لتتوافق مع القضايا الكبرى التي تواجهها في الحياة الأسرية. ويُمكِّن التواصل الأسري أفراد العائلة من إنجاز المهام المهمة الحاسمة كالتنشئة الاجتماعية القويمة، وتقديم الدعم العاطفي، والمساعدة في تنمية الأفراد الأصغر سنًا.


وكل ما ذكر قد يكون طويلًا لكنه لا شيء يذكر وهو غيضٌ من فيض منظور ومجالات وأنماط ونظريات "الاتصال الأسري"
للاطلاع أكثر👇🏽

هاجر بنت عبدالله هوساوي
@HajarHawsawi


Sources:
1- Perspective on Family Communication.
2- Engaging Theories in Family Communication.
3- Families First-Keys to Successful Family Functioning: Communication | VCE Publications | Virginia Tech

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق