السبت، 9 مارس 2019

لماذا تدافع عنهم؟

        هل تعرف من تتابع، من تدعم، وتُعينُهُ على أرساء الفوضى في عالمك؟ هل تعرف من يُوجهك بحروفه ومن يشكل آراءك؟ هل تعرف من يشحنك ضد قناعاتك ومن يستغلك بلا مجهود يذكر؟ إذن فهل تعرف من تربع على عشر ماتعتقده ومتى أصبح مسيطرًا على فكرك؟

        وهل شعرت بأنك بِتْ الأداة الخفية التي يتم استعمالها ضد وطنها؛ هل اكتشفت بأنك أصبحت تلك اليد التي بُرمجت لتصبح مُعولًا لهدم الوطن؛ هل استوعبت بأنك أصحبت فردًا نشيطًا لإنجاح أجندة خارجية؛ وهل اقتنعت بأنك أصبحت تابعًا لقطيع راِعِيه أعظم أمانيه دمارك؟

        تساؤلات عدة تتوالى على الفكر حينما تواجه فردًا يستميت في الدفاع عن معرف مجهول يستحيل أن يتعامل معك بهويته الحقيقية وايضًا يحاربك بشراسة لتبرير تلك حروف المسمومة بكلام بعيد عن المنطق. تساؤلات لن يُجيبك عليها لأنه لا يعرف لها جوابًا؛ فكيف للأداة التي تعمل بأمر العقل أن تُفسر أوامره فهي منقادة لا تقود .. مسلوبة فكر لا تفكر .. لأنها بُرمجت فقط لتنفذ لا لتعرف الأسباب.

        لذٰلك كن حارسًا على عقلك لا تسلم مفتاحه لمن يسلبك عنصر التفكير فيه؛ فكما تم بالماضي استغلال الآخرين بالعاطفة الدينية والخوف على الثوابت فقد تستغل حاليًا بإسم حب الوطن والخوف عليه، بإسم الحرص على المجتمع وتماسكه، بإسم المصلحة العامة، بإسم حقوق المساكين والمُعسرين، بإسم الرفاهية والحرية، وقد تستغل ايضًا بإسم التربية والتوجيه. هي أجندات وضعت لغرس جذور البلبلة حاليًا حتى تطرح في المستقبل خرابًا بين أبناء الوطن لزعزعة أمنه وتشتيت أفكاره وشحن القلوب والأفكار والمعتقدات ضد مايؤمن به الآخر ويعتقده.

اعلم بأنك لست مُهمًا حتى تُنشأ لأجل مصلحتك حسابات وهمية تقود حملات مخفية وممنهجة؛ لأنك بالواقع هدفًا والمُستهدف الحقيقي  مستقبلك.

هاجر هوساوي
@HajarHawsawi

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق