أباتت عاده أن ننتظر الكارثة حتى تقيِّم لنا مشاريعنا وتظهر لنا حجم ومكان الخلل لنعاقب المُخطيء. أليست هناك معايير يجب أن تتوفر وهيئة كل فترة واخرىٰ تراقب مجريات الأمور تقيس جودة كل ما تم عمله ويجري إنشاؤه. محوران (المسؤول عن الخلل و المواطن) وباتا يتقاذفان كرة الفساد بين مُبرر وساخط.
بعد ذلك هل من حلول طُرحت بعد أن برر الجاني عن سبب الخطأ. أيعقل أمام تقصير المسؤول أن لا تُلام إلّا الطبيعة بمحيطنا، أليس هناك خلل، أليس هناك قصور، أليس هناك تهاون، غش وتدليس و....الخ. فالجودة العالية، الأمانة، والإخلاص بالعمل لم يعد لهم وجودًا أمام زخات المطر العابرة. من المؤسف أن تُصبح النعمة نذيرًا لخطر بعد أن كانت بداية خير وبركة منذُ الأزل.
الجميع عبروا عن سخطهم وألمِهم لضياع المليارات علىٰ مشاريع مليونيه لم تظهر لها فائدة بأرض الواقع. الكل شجب وخاصم وأتهم ولم تبقي كلمة سواءً كانت مقصودة او عابرة إلّا وقِيلت عن الفساد والمُفسدين ليُظهروا عدم رضاهم و يُبينوا كم هم ناقمون على كل من تسبب بهذه الكوارث.
لما لا يخطر بالبال من هم المـُفسدين، من هم زارعوا الفساد، وكيف بدأوا ثم وصلوا لهذا الحد حتى أنتهوا بهذه النتائج الصادمة. إذن ”من هو المُفسد بيننا“.
الفساد هو ”خروج عن القانون والنظام بمعني عدم الإلتزام بهما او إستغلال غيابهما من أجل تحقيق مصالح خاصه سواء كانت سياسية إجتماعية إقتصادية لفرد او مجموعة معينة“ وعرفه آخرون بأنه ”صورة لا أخلاقية وعمل غير قانوني يقوم به الشخص بقصد الحصول على منفعة شخصية فهو بالأخير إنتهاك لقيم الفرد والمجتمع الذي يمارس ضده هذا السلوك“.
إذن فالمُفسد بيننا قد يكون شخصًا عاديًا وأيضًا قد يكون صوته في شجب الأحداث الأخيرة أعلىٰ من صوت المُتضرِرين؛ هو فقط لم يحسب الأمور من بدايتها عاب الخاتمة فقط. فمن هذا قد نُلخص بأن أوجه الفساد متعددة وأغلبها لا تظهر بالعلن إلّا بحدوث كارثة عظمي كان أساسها قد بدأ بإستغلال منصب على حساب مطامع شخصية:
١/ فـ عندما يظل التوظيف حكرًا بالمرتبة الأولىٰ ”للواسطة والمحسوبيات“، فقد باتت تُحجز وظائف عدة للأقارب والأصدقاء لمناصب ليسوا كُفؤًا لها، فقط إرضاءًا لأخر سبق وأن وظف عزيزًا للأول. فـ تُترك الكفاءات تتخبط بين مسابقة وظيفية واخرىٰ ثم لتتوه بين شروط تعجيزية لا يقبلها عقل ولا منطق.
٢/ وأسوأ ما قد يمثل أوجه الفساد ”الرشوة“ فـ بمقابل مادي قد يتقدم الأسوأ جودة والغير مطابق للمعايير على الأكفأ جودةً بالعمل والأكثر إخلاصًا وأمانة والنتائج بالأخير ”حَدّث ولا حرج“.
٣/ الصمت عن الخطأ وقت حدوثة او عدم إعطاء أي خلل أهميه يعد إهمالًا سواءًا من المراقبين او الموظفين وكل من شهد بداية الأمر حتى مُرتادي نفس المكان.
٤/ وغيرها من أساليب الإبتزاز الإختلاس والإحتيال لسرقة مشروع او لتمرير عمل.
فكل فرد او مجموعة من المذكورين أعلاه، قد يبدوا أنهم بعيدين عن الكارثة لكن بالتمعن بالأمر ستجد أن الكوارث لها أساس وان الفساد لم ينمو عبثًا بين ليلة وضحاها بل بدأ بتوظيف غير مؤهل او صمت عن الباطل لموظفٍ جبان . فقد يكون أحد الناقمين من الخسائر الفادحه هو أحد المشاركين في تقوية حدة الفساد حتى تحول لكارثه لا تغتفر. فهل يعقل أن نكون أحد عناصر الفساد الذي كنا نشكوا منه يومًا بعد يوم.
الفساد داء إن لم تُكافحه يومًا من جذوره الصغيره سينبت حتى يكافح وجودك شموخك إرادتك واحترامك.
- إحترامك للقانون، دليل على وعيك للفساد الناشيء من عدم احترامك للقوانين والأنظمة.
- إيمانك بأنك مواطن وفرد بمنظومة مجتمع، وان صلاحك وفسادك سيؤثر عليه سيغير منك كثيرًا.
فمعالجة الفساد الذي ساد أركان بعضًا من جنبات المجتمع إن لم يبدأ من البشرة الىٰ حد النخاع، فلن يجدي استصلاح الفروع اذا لم يتم إصلاح جذورها.
#همسات_الهجر_المسموعه
@HajarHawsawi
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق