الجمعة، 15 ديسمبر 2017

أجواء الإختبارات

        تمضي أيام السنة بسلاسة تامة من غير أي إنشغال متعمَّد بكل ماهو ثانوي بداعى الهروب من الضروريات المُلحة. وما أنّ تحين اللحظات الحاسمة التي يستوجب فيها على النفس أن تنضبط في أيام معدودة؛ إلّا تجدها تأبى ذلك لتلتهى بكل ماهو لا يخدم حالة الطوريء التي ستعيشها لعدة أيام. في ذات الأيام، يسكن الروح خمولٌ وملل فتَتُوق النفس لكل ما يفتح أساريرها من أبسط أنواع الترفيه، والشهية تغدو مفتوحه لكل أنواع التسالي. وكل ذلك لا يكون إلّا في الأيام التي يتحدد بها مستوي الفرد خلال ترم او عام دراسي كامل؛ فالروح وقتها لا تميل إلّا للهروب من أي إلتزام يصطحب أيام الإختبارات.

        فمختلف المنشغلين في تلك الأيام، قد تتقوى لديهم مشاعر الروابط العائلية وكل ما يتعلق بصلة الرحم يغدو من أولويات تلك الفترة. بالإضافة إلىٰ ذلك، يُصبح همّ تلك الأيام حب التواصل مع الأصدقاء والمُقربين والسؤال عن أحوالهم والإنشغال بمشاكلهم والتفكير في حلها.
  • بالنسبة للطالبات، ينبض لديهم حِس الإلتهاء بالأعمال والمهام المنزلية؛ البدء بالتفكير في أسباب صُنع الفرح والبهجة بالبيت؛ والتفرغ المُبالغ فيه للجلوس أغلب الوقت مع أخوانهم الصغار او أبناءهم لإتمام بعضًا من شؤونهم الثانوية؛ والعمل على تهييء الأجواء الجيدة للأخرين في أيام الإختبارات؛ بالإضافة أيضًا لهوس متابعة المسلسلات أمّا على التلفاز او الإنترنت.
  • بالنسبة للطلاب، يُيقِظون لديهم شغف اللعب بالشوارع؛ يتولد عندهم الحرص المُبالغ فيه للدوام بالنوادي الرياضية؛ ويصبح الإهتمام بلعب كرة القدم مع شباب الحي من الضروريات المُجدولة بأوقات المذاكرة في أيام الإختبارات.
  • وغير ذلك يبدأ الإلتفات للهوايات، فـ يتنامىٰ بنفوسهم حب قضاء أكبر وقت ممكن في ممارسة أي هواية. فمن يهوىٰ الكتابة تجد بأن قريحته اللغوية باتت أكثر تنوعًا ومعانيه أكبر وضوحًا، مُحب الرسم تصوراته تغدو عاليه، صاحب الفكر العميق والمشاريع تأتيه جميع الأفكار الإبتكارية، وعاشق التصميم يمتليء ذِهنهُ بإشكال ونماذج عديدة. فـ تلتف النفس حول هواياتها أكثر من الإنشغال بالكتب الدراسية ومراجعة المقررات.

        فالبعض حتى وإن فكروا في إختباراتهم بجدية وبدائوا بحبس أنفساهم لساعات حتى لو كانت قصيرة إعدادًا لإختباراتهم؛ قد تغلبهم أنفسهم ليبدأ ناقوس الملل من أجواء الإختبارات بالدق على جنبات نفوسهم ذات الإلتزام الضعيف بالأجواء الصارمة فيُحفِزهم للعودة لكل ما يلهيهم عن مذاكرتهم.
فـ بهذا الظرف إن كنت تعاني من حالة الملل من أجواء الإختبارات نصيحه جرِّب قبل البدء في الإعداد للإختبارات بـ :
١- رتِّب نفسك جيدًا وبدأ بعمل جدول تنظم فيه أولويات تلك الفترة.
٢- أشبِع شغفك بممارسة هواياتك قبل الدخول في أجواء المراجعة والإختبارات.
٣- نفِّه روحك وأبحث عن كل ما يدخل السرور لقلبك قبل أن تنغلق على نفسك في أيام المراجعة والإختبارات.
٤- هييء نفسك ومن معك للأجواء الأتيه.
٥- لا تجعل مخاوفك و توترك من الأيام الأتية يؤثر على سكينتك في الأيام الحالية التى تسبق الإختبارات.
٦- فرِّغ ذهنك من أي فكر إحباطي تشائمي يؤثر عليك لاحقًا بأوقات المراجعة والإختبارات.
٧- ساهم في أي نشاط إجتماعي ترفيهي يعلي من الروح التفائلية لديك.
٨- حاول أن لا تدخل أجواء الإختبارات إلّا وأنت قد أفرغت أي طاقة سلبية ستؤثر عليك أيام المراجعة والإختبارات.

طالباتنا وطلابنا هذه كلماتي إليكم .. موفقين جميعًا يارب



هاجر هوساوي
@HajarHawsawi

الجمعة، 17 نوفمبر 2017

العاطلون عن العمل


        تعبُ الليالي، سهر السنين، دعاء وخوف والدين، ملل وتضجر أطفال، مساندة وصبر زوجة كلها حالات عاصرها طالبوا العُلىٰ الحالمون بالنجاح. روحُ التفاؤل تسكنهم وحماس ترقب الفرص المُناسبة لحلمهم الذي حققوه بعد جُهدٍ كبير فاقت تصور من لم يري للإجتهاد والنجاح قيمة. فـ بقدرِ لهفتهم للحصول على وظيفة تناسبهم عاشوا مرارة التهميش الوظيفي. فحُلم المستقبل المُشرق باتت تلوح أمامه أشرعة قلة فُرص التوظيف، وهدف رد الجميل بعد الحصول على فُرصة إكمال التعليم بات من أصعب الأهداف. فلا وجود لآلية للتوظيف تُذكر ولا وجود لجهة تتبني التوظيف الفوري لهذه العقليات الفذَّة.

        ترقبٌ وقلق مشاعرٌ تائهه لحلم بات على مشارف التبخر، فتمضي الأيام لتقل فرص الحصول على الوظيفة الملائمة. فلا عمرًا سيخدمهم "إن تقدموا في السن، ولا خبرة تدعم أحقيتهم لاحقًا في الحصول على وظيفة. فما بين كل هذه الأسباب روحٌ تتُوه بين الطلبات التعجيزية للتوظيف وبين إرتفاع معدل للشهادة العلمية المُحققة؛ فلا شروطًا تلائم طموحهم او توافق قدراتهم ولا واقعًا يقدر جهودًا بُذلت إلى ان حققوا أهدافهم. فيظلوا تائهين بين الفرص الأقل من مؤهلاتهم، بين جحيم المكوث بلا وظيفة، وبين العمل في مجالٍ آخر بعيدًا عن تخصصاتهم. فلا هُم توظفوا بمؤهلاتهم لتُحتسب خبراتهم في مجال تخصصاتهم ولا هُم الذين أستفادوا من خبراتهم الجديدة إلّا بالإنشغال بها فيما لا يضيف لمؤهلاتهم شيء.

        ظاهريًا قد تبدو عليهم علامات الصبر والرضى بالحال، لكن ضغوطات الجلوس بلا وظيفة ستظل تُسيطر على أفكارهم بين الفينه والأخرى. فالوساوس لا تكاد تهدأ، لوم الحاله دائمًا هو المُسيطر على قراراتهم، والخوف من أن تطول سنوات إنتظار الوظيفة الملائمة فتذهب سنواتًا سُدى بلا خبرات ذات قيمة و لتضيع الفرص المناسبة بسبب عدم تحقق شرط العمر. ومابين كل هذه الأسباب تنشأ ضغوطات تتحطم بها ذاتًا لم تتوقع أن يكون هذا مصيرها بعد الجهد المبذول في الدراسة؛ فالتعب الكبير في تحصيل أعلى الدرجات كان من أكثر الأسباب التى كسرت أنفسهم التى كانت تتوق لجمع ثمار جُهدها.

        بالمقابل عند التفكير بالمبالغ الطائلة التى دُفِعت في إعداد طلبة المرحلة الجامعية وطلبة الدراسات العليا كفيلٌ بأن يجعل أي طالب او طالبة يتوقعون الأفضل بعد التخرج، لكن الواقع بات مُختلفًا تمامًا عن كل التوقعات. فما دُفِع في إعدادهم لم يكن شفيعًا او سبب كافيًا ليحفز من وُكل على توليد الوظائف لخلق الفُرص المُناسبة لهم، وكأن تعليمهم وإعدادهم كان حلًا للبطالة فقط ولم يكن إعدادًا وتأهيلًا لتوظيفهم بعد التخرج. على سبيل المثال: هم أشبه بأجهزة صُنعت ثم شُحنت ولم يتم إستخدامها ليتجاوزها الزمان وهي على ذات الحالة؛ فتصبح بلا فائدة فلا هي صُنفت تالفًا ليعاد تدويرها ولا هي تُعتبر صالحة للإستخدام بعد أن تجاوزها الزمان.

        فبعد كل هذه الأموال المدفوعة من الوطن لدراسة أبناءه لا نملك إلّا أن نُذكَّر بأن وطننا يستحق الأفضل وسواعد شعبه جاهزة لتساهم في عجلة بناءه بتفانى. ولردم فوهة البطالة وتشييد جسور التوظيف وطننا لا يحتاج إلّا مسؤولًا يؤمن بقدرات أبناء الوطن و يؤمن بأهمية التوطين فيعمل على رصد الكفاءات الفريدة ويحرص على إستقطاب المُتميزيين منهم وتوظيفهم في المجالات الملائمة لهم.

خُذُوها قاعدة
أيُ لفتة بسيطة لهذه الأنفس التي كسر عُنفوانها همَّ البطالة كفيلة بأن تُحول الطاقات السلبية التي تراكمت جراء البطالة لطاقات إيجابية كلها عطاءًا لا متناهى لخدمة وطنهم الذي وهبهم حق التعليم بلا مقابل حتي حققوا أعلى الدرجات العلمية.


هاجر هوساوي
@HajarHawsawi








الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

أتعيش مع شخصية إتكالية...؟

        فجأةً تستيقظ بأخر لحظة قبل ساعة من تسليم المهمات المُكلفة بها؛ لتبدأ بالتباكي ثم بالإستنجاد بأخر أرقام هاتفتها بمحمولها. فإن لم يُجيبها أحدًا تستنفر كل من هم أمامها لتبدأ بتوزيع المهمات عليهم، ثم ليتمحور دورها في الأشراف عليهم.

عجبىٰ..!! هي عزيزتي الإتكالية.“
        فهي شخصية لا تُبالي بأهمية كل مهمة، أمر، ضرورة، او طاريء، لكنها بالمقابل لا تنتظر إلّا نتائج نجاح عالية حتى وإن ولم تبذل جُهدًا يُذكر. دائمًا المُلام الأول والأخير هو الظرف، الوقت، الزمان، المكان، والأشخاص أمّا هي لا تكون بوجهةِ نظرها إلّا ضحيةً لعدم إحترام رغباتها وظرفها المزعوم الذي لا ينشأ إلّا في لحظة النهاية.

        عزيزتي الإتكالية .. لا تأخذ اي مهمة على محمل الجد ، فهمها الوحيد الذي تبذل فيه جهدًا بتفانى يقوم على تُدوِين المطلوب منها خطوة بخطوة لتوصية من إعتاد على مساعدتها إتمام ذلك على أكمل وجه.

        عزيزتي الإتكالية .. لا تشكوا دائمًا الّا من ضيق الوقت ومن عدم نجاح ماخططت له. فالوقت يمضي وهي تفكر بمن سيُساعدها أكثر من ان تفكر بأساليب تُعينها على أنجاح ما خططت له بمجهودها الشخصي بعيدًا عن يدًا تساعد، عقلًا يفكر،  وقلبًا يرجوا التفوق.

        عزيزتي الإتكالية .. تطلب المساعدة على أهون وأتفه الأسباب حتى وإن كانت قادرة على انجاز مهاماتها بنفسها. فالسجية السيئة النابعة من حُبْ الإعتماد على الغير ستغلِبُها حتمًا وستقُدوها لطلب العون من اي فرد حتى وإن لم يكن مُؤهلًا لمساعدتها.

        عزيزتي الإتكالية .. بعد ايُ مهمة مطلوبة لا تبحث عن حلول او أسباب تجعل مهمتها سهلة، فهي لا تعتمد الّا على ردود فعل الأخرين المُحبطة. فذلك يجعلها تنسحب بفخر بلا شعور بأي ذنب؛ فقد وجدت سببًا يُبرر فشلها في حين لم تنجح او يُبرر إنسحابها في حين لم تؤدي ما طلب منها او تهتم أهمية بإتمامه.

        في الختام .. وإن كنت تعتقد أنك ذلك الإتكالي الذي أرَّقَ حياة من هُم معه فأنت كذلك. وإن كنت تعانى من صداقتهِ الإنتهازية؛ فقطع عليه وصل الإتكال وأحصره في نطاق الصداقة الخالية من المنافع البعيدة عن كل ما يؤثر على علاقت به. فإن قاطعك لموقفك هذا، فهو إذن الخاسر الأكبر وانت تكون قد كسبت ذاتك بعيدًا عن كل صديق انتهازي.

هاجر هوساوي

@HajarHawsawi

الاثنين، 30 أكتوبر 2017

النظرة المُستقبلية

        كلنا مررنا بمرحلة وضع النقاط على الحروف؛ المرحلة التي نبدأ فيها ببناء ذاتنا ووضع حجر أساس معالم شخصياتنا وتصورنا عن أنفسنا بالمستقبل القريب او البعيد. بعضنا استيقظ باكرًا لهذه المرحلة، بعضنا سَهى عنها ليجد نفسه بالمستقبل في طي النسيان، والبعض الأخر أستفاق من غيبوبته محاولًا تدارك ما فاته عبر الزمن. لكن المقياس المُتحكم بتلك المرحلة "مرحلة التي تتأسس بها النظرة المستقبلية" متوقف على نسبة رضىٰ أنفسنا بحاضرنا ثم لرغبتنا في الإرتقاء بذاتنا.

        نظرتنا الحالية لأنفسنا، لقيمة حياتنا، ولدرجة تقبلنا لأوضاعنا تعكس الأهداف التي سنضعها لمستقبلنا. كل هدف ندوِّنه سـيُصوِّر جزءًا من شخصياتنا وان خَفِي عن المقربين، سـيُبيِّن حجم إدراكنا لأهميتنا في في مجتمعنا، سيُعرف الأخرين للحد الذي وصل له فكرنا من نضوج، وسيرسم حدود نظرتنا الثاقبة فيما يتعلق بمعالم أهداف مستقبلنا. رائينا عن نفسنا بالحاضر ماهو إلّا مراءة لإرادتن، أيضًا هو المِفتاح الذي يتحكم في حُبنا للتطوير المُتعلق بالأهداف التي رُسِمت للإرتقاء بمُستقبلنا.

        للذلك لمستقبلٍ باهر بحياةٍ ذاخرة بكل ما يُرضيك عن نفسك ويعلو بها عن كل ما يجعلها تغرقُ في الجهل عن أولوياتك:
  • إعرف نفسك جيدًا قدِّرها.
  • لا تفكر بأي أمر يجعلك تشعر أنك أقل من أقرآنك.
  • إكتشف مواطن شغفك، ما تحب، تكره، تتمنى، وتسعى لتحقيقه.
  • ناقش إهتماماتك الحالية وأرسم خرائط مستقبلك على ضفافها.
لذأ إمشوا حيثُ تأخذكم الفكرة المُتعلقة بإزدهار مستقبلكم .. صارعوا لأجلها اللحظات الصعبة .. وأ حسموا اي قرار سيُعرقل اي هدفًا يتعلق بمستقبلكم

هاجر هوساوي

@HajarHawsawi

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

على ضفاف الفرح

        على الضفاف الشاسعة؛ رسمتُ حلمًا كبيرًا رست عليه أنواع الأساطيل بإختلاف أشكالها أحجامها وأنواعها ثم غادرت بعدها جميع السفن وهي حاملةً معها أحلامي إلى عوالم كثيرة . كل حلمٍ منهم تحقق على أفقِ مدينة من مدآئن شغفي الذي لا يهدأ.

        على ضفتي المسرات؛ حفز الغير على صُنع إبتسامات النصر على شفاهِ كل الوجوه التي كساها العبوس وهي تُحاول بصعوبة النجاح والإجتهاد حتي غدى' النصر حليفهم في نهاية المطاف.

        على ضفتي الإبتهاج؛ تحلى بالإيجابية التي تشحنك بالإيمان العزيمة السعادة والرضى اللامتناهي بالأقدار مهما صعُب منها قدرًا او مضت بسهولة لا تُذكر.

        على ضفتي الإنشراح كن مُتفائلًا بـ حاضرك وغدِك ثم مستقبلك؛ فروح التفائل تُنيرُ طريقك وتُحفزك على خوض أي تجربة بلا مخاوف تشائمية.

        على ضفتي الأمل إصنع الخير مهما كان صغيرًا بنظرك فهو مهما صغُر قد يكون عظيمًا لدي الغير؛ فصنع الخير ينمي حُب المساعدة الذي ينمو بالقلب بنفس مقدار الفرح الذي زُرٍع بقلوب من كنت عونًا لهم.

        على ضفتي الأهميات رتب أولويات سعادك؛ فنِّد أيهما مُهمًا ثم أهمًا في إدخال السرور لعالمك. فـ روحك أولى بالسعادة أكثر مما يُكدرها من تفاصيل مزعجة لا تقدر بشيء عند مقارنتها بما يسعدك.

        على ضفتي التميز اختر الحسن دائمًا؛ فمراعاة الجودة بإختيارك يُغنيك دائمًا عن العودة لنقطة البداية عند إكتشاف سوء ما أخترت من حسنه. فإختيارك الحسن في حاضرك هو النور الذي سيُضيء مستقبلك في يومٍ من الأيام.

        على ضفتي السعادة عِش تفاصيل أفراحك كل لحظة بلحظتها؛ فالثواني في لحظة الفرح عبارة عن ذكريات توشم على جدران ذاكرتك فتغدو إكسير بهجةٍ لقلبك حينما تعتصره بعضًا من الظروف المُحزنة.

        خُذها قاعدة قلبك لن يسكنه فرحٌ دائم إن عشت لحظاتك وحيدًا؛ فعلى' ضفاف البشاشة شارك كل لحظاتك الجميلة العزيزين عليك والمقربين منك. فسعادك لا تكتمل إلّا بوجود القلوب التي تهوى' أن تراك سعيدًا.

        وعلى' ضفاف الفرح إطرق كل بابٍ يُدخلك في متاهة من السعادة. لك ان تتخيل نفسك وانت تائهًا في دوامة من الأفراح؛ فالإحساس بالحالة يكفيك لتشعر أنك قد تُوٍجت ملكًا في الشواطيء المطلة على ضفاف لم ترسوا إلّا على بلاد لا يعيشها الّا من تسلح بالفرح.


هاجر هوساوي
@HajarHawsawi

عُقدة الذنب

        في جنبات نفوسنا زوايا كثيرة؛ كل جانب من هذه الجوانب بكل فترة يبدأ بالدق على أبواب خواطرنا. أحدهم مُحفز وكلما لاح بالفكر يقودك للمقدمة، وبينما الآخر منهم مُحبط لا يقودك إلّا للحاله التي تعود بالنفس للوراء الىٰ غياهب النقطة التى توقفت عندها. ومن أبشع تلك الجوانب، زاوية الإحساس بالذنب المرتبط بعمق الخطأ المُقترف. زواية حتى ولو بعد التوبة تظل عروقها على أوتار الضمير المُتقد تنبض ألمًا الىٰ الممات وذلك طبعًا ان لم يُحاول المرء بعد توبته ان يغفر لنفسه ذلك الخطأ.

        الله يغفر الذنوب مادمت تستغفره وتطلب عفوه، و البشر قد يتناسون ويغفرون ذلاتك بحقهم ان اعترفت بخطئك وطلبتهم السماح. أمّا النفس التي لا ترضىٰ بالخطأ ان وقعت به عمدًا، سهوًا، او تحت اي ظرف مُجبره فإنها قد تجد صعوبة في تخطي ما أغترفت من إثم حتى ولو تابت عن أخطاءها. هي نفسٌ وان سعت للصلاح والمُسامحة تظل حبيسة عقدة الذنب التي تأسرها أكثر مما تحفزها لعدم الوقوع بذات الإثم مستقبلًا. فتأنيب الضمير إن تعدى حدود المعقول أصبح كـ السجان الذي لايتسلى إلّا باللعب على راحة ذلك البال المنكسر ندمًا.

        من وجهة نظر فردية، أن لا تسامح ذاتك أن تحكم عليها بالإكتئاب المؤبد بين قضبان الإحساس بالذنب. بالواقع كلنا يُخطيء والعاقل منّا يعي حجم الخطأ المُرتكب، يُكفر عنه، يعتذر منه، ثم يُحاول التعديل والإصلاح إن امكن ذلك قبل فوات الأوآن. امّا المكوث بنفس النقطة، الحالة، والظرف ماهو إلّا رجوعًا للخلف كلما تقدم الزمان. وذلك أشبه بالعقوبة العابرة عبر الأزمنة؛ كلما تقدم الزمان كلما تجدد ونمىٰ الصراع الداخلي بالنفس فهو لا يهدأ مع الوقت بقدر ما انه يزيد تحكمًا بها.

في نقاط بسيطة:
-  هي تجربة قد تكون سيئة بحق غيرك قبل نفسك لكن أكبر دليل على الإعتراف بالخطأ يكون بمحاولة بذل جهد أكبر بسبيل الإصلاح.
قاوم الفكر الإنهزامي الذي يثبطك يشغل فكرك عن كل ما يساعدك التخطي وذلك بمحاربة اي ذكرىٰ تجعلك أسيرًا للألم منشغلًا به  عن سُبل الإرتقاء بذاتك.
ثِق جميعنا يُخطيء ويُسيء تقدير الأمور والإختيارات، لكن أشجعنا من يعترف بذلك ثم يعمل على تخطيه بعمل كل ما يساهم بمحو ما سبق من سوء اختيار
- عليك ان تعلم ان المكوث بذات النقطة واللف والدوران في دوامة الإحساس بالذنب، تأنيب الضمير، وعقدة الألم لن يهبك الرضى الكافي بذاتك ولن يكسبك شيئًا من الراحه ظللت توبخ نفسك على ظلال النفس اللوامة فـ بقدر ذلك ستغوص في ذاتك الهرِمه من الألم وتغرق بها لتفنىٰ بلا حاضر يُذكر او مستقبل له معالم.

فالحياه بسيطة جدًا والخطأ عادة يحدثُ بها وينتهي ولن تعود الساعه للوراء لإصلاحه إلّا بـ:
تناسي ما يقلقك .. اجمع شتاتك .. امضِ قُدمًا .. طوِّر نفسك .. وجِّه مخاوفك للزاوية التي تجعلك اقوىٰ من آلامك .. وأعد لمستقبلك وانت تعيش الحاضر الذي تمنيته وترتضيه لذاتك.

هاجر هوساوي

@HajarHawsawi