تمضي أيام السنة بسلاسة تامة من غير أي إنشغال متعمَّد بكل ماهو ثانوي بداعى الهروب من الضروريات المُلحة. وما أنّ تحين اللحظات الحاسمة التي يستوجب فيها على النفس أن تنضبط في أيام معدودة؛ إلّا تجدها تأبى ذلك لتلتهى بكل ماهو لا يخدم حالة الطوريء التي ستعيشها لعدة أيام. في ذات الأيام، يسكن الروح خمولٌ وملل فتَتُوق النفس لكل ما يفتح أساريرها من أبسط أنواع الترفيه، والشهية تغدو مفتوحه لكل أنواع التسالي. وكل ذلك لا يكون إلّا في الأيام التي يتحدد بها مستوي الفرد خلال ترم او عام دراسي كامل؛ فالروح وقتها لا تميل إلّا للهروب من أي إلتزام يصطحب أيام الإختبارات.
فمختلف المنشغلين في تلك الأيام، قد تتقوى لديهم مشاعر الروابط العائلية وكل ما يتعلق بصلة الرحم يغدو من أولويات تلك الفترة. بالإضافة إلىٰ ذلك، يُصبح همّ تلك الأيام حب التواصل مع الأصدقاء والمُقربين والسؤال عن أحوالهم والإنشغال بمشاكلهم والتفكير في حلها.
- بالنسبة للطالبات، ينبض لديهم حِس الإلتهاء بالأعمال والمهام المنزلية؛ البدء بالتفكير في أسباب صُنع الفرح والبهجة بالبيت؛ والتفرغ المُبالغ فيه للجلوس أغلب الوقت مع أخوانهم الصغار او أبناءهم لإتمام بعضًا من شؤونهم الثانوية؛ والعمل على تهييء الأجواء الجيدة للأخرين في أيام الإختبارات؛ بالإضافة أيضًا لهوس متابعة المسلسلات أمّا على التلفاز او الإنترنت.
- بالنسبة للطلاب، يُيقِظون لديهم شغف اللعب بالشوارع؛ يتولد عندهم الحرص المُبالغ فيه للدوام بالنوادي الرياضية؛ ويصبح الإهتمام بلعب كرة القدم مع شباب الحي من الضروريات المُجدولة بأوقات المذاكرة في أيام الإختبارات.
- وغير ذلك يبدأ الإلتفات للهوايات، فـ يتنامىٰ بنفوسهم حب قضاء أكبر وقت ممكن في ممارسة أي هواية. فمن يهوىٰ الكتابة تجد بأن قريحته اللغوية باتت أكثر تنوعًا ومعانيه أكبر وضوحًا، مُحب الرسم تصوراته تغدو عاليه، صاحب الفكر العميق والمشاريع تأتيه جميع الأفكار الإبتكارية، وعاشق التصميم يمتليء ذِهنهُ بإشكال ونماذج عديدة. فـ تلتف النفس حول هواياتها أكثر من الإنشغال بالكتب الدراسية ومراجعة المقررات.
فالبعض حتى وإن فكروا في إختباراتهم بجدية وبدائوا بحبس أنفساهم لساعات حتى لو كانت قصيرة إعدادًا لإختباراتهم؛ قد تغلبهم أنفسهم ليبدأ ناقوس الملل من أجواء الإختبارات بالدق على جنبات نفوسهم ذات الإلتزام الضعيف بالأجواء الصارمة فيُحفِزهم للعودة لكل ما يلهيهم عن مذاكرتهم.
فـ بهذا الظرف إن كنت تعاني من حالة الملل من أجواء الإختبارات نصيحه جرِّب قبل البدء في الإعداد للإختبارات بـ :
١- رتِّب نفسك جيدًا وبدأ بعمل جدول تنظم فيه أولويات تلك الفترة.
٢- أشبِع شغفك بممارسة هواياتك قبل الدخول في أجواء المراجعة والإختبارات.
٣- نفِّه روحك وأبحث عن كل ما يدخل السرور لقلبك قبل أن تنغلق على نفسك في أيام المراجعة والإختبارات.
٤- هييء نفسك ومن معك للأجواء الأتيه.
٥- لا تجعل مخاوفك و توترك من الأيام الأتية يؤثر على سكينتك في الأيام الحالية التى تسبق الإختبارات.
٦- فرِّغ ذهنك من أي فكر إحباطي تشائمي يؤثر عليك لاحقًا بأوقات المراجعة والإختبارات.
٧- ساهم في أي نشاط إجتماعي ترفيهي يعلي من الروح التفائلية لديك.
٨- حاول أن لا تدخل أجواء الإختبارات إلّا وأنت قد أفرغت أي طاقة سلبية ستؤثر عليك أيام المراجعة والإختبارات.
طالباتنا وطلابنا هذه كلماتي إليكم .. موفقين جميعًا يارب
هاجر هوساوي