لكل أمة وحضارة معينة كنز لا يُقدر بِثمن مهما طالت عليه الأزمان وتغيرت عليه الأماكن، يظل خالداً و وسماً مُشِعاً تُعرف به هذه الحضارة أو الأمة. نحن المسلمين حبانا الله عزوجل بأثمن الكنوز التى لم ولن يوجد مثلها قبلها أو بعدها أبد الدهور وهو ”القرآن الكريم“. القرآن معجزة الله في الأرض وخير ما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فـ هو يحوِي كل شئ يخص العباد من تساؤلات مستقبلية، قصص للأمم الصادقة، تطور، آداب، وصايا، نصح ونور وهدايه، نصائح، أدعيه، تفسير أحداث طبيعيه، و شرح للدين. لـ قوله تعالي: ”ولا حبةٍ في ظلمات الارضِ ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍ مبين“ [الأنعام: ٥٩]. كتابٍ مبين هو القرآن الكريم
فـ القرآن الكريم جملةً وتفصيلاً نزل مخاطباً كل العقول الأجناس والأعمار وهو خير مُرشِد ومُقَوِم للسلوك. لذلك كل شخص عُرِفَ عنه حُسن التدبُر بأيآت الله وفِهم معانيها ظهر ذلك في مظهره و سلوكه وأصبح جلياً في تعامله وتزين حواره بكل اسلوبٍ حسنٌ وراقٍ. فـ بالقرآن نحيا نتعلم نتأدب فـ هو خير مُرَبِي للأجيال، فـ التعود على التفكُر بأياته كفيلٌ ذلك بتوسيع وتطوير مدارك الأطفال خصوصاً والكبار عموماً. فقد قال تعالي في سورة الإسراء: ”إن هذا القرآن يهدي للتى هي أقوم ويُبَشرُ المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً“ [الإسراء: ٩]. والأيه تعني أن القرآن يهدي ويسدد من أهتدي به للصواب والطريق الحق. هو أيضاً صالح لكل زمان ومكان وأفضل مُفَسر لكل فرضيه، ونظرية، علم، و ظاهرة.
لذلك فـ الكثير من ايآت القرآن الكريم تبين محاسن الأخلاق وتصف عظمة الخلوقين فقد قال تعالي في سورة القلم مادحاً رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: ”وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم“ يعني أدب عظيم. ولما سُؤلت عائشه رضي الله عنها عن خلقه فقالت: كان خُلقُه القرآن. وأيضاً قال تعالي: ”خُذ العفوَ وأمر بالعرفِ وأعرض عن الجاهلين“ [الأعراف: ١٩٩]. ”خذ العفو“ يعني ماتيسر من أخلاق الناس، ”وأمر بالعرف“ يعني المعروف حُسنه في الشرع. فهي آيه جمعت بصيغه الأمر كل مكارم الأخلاق وقواعد التشريع من أوامر ومنفيات وجائر ومباح.
أمثلة لبعض الآيات القرانية التى تدعو وترغب للأخلاق الحسنة:
١- ”والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون“ [المعارج: ٣٢]. الأمانة و الوفاء بالعهد
٢- ”يأيها الذين أمنوا أتقوا الله وكونوا مع الصادقين“ [التوبه: ١١٩]. التقوي والصدق
٣- ”وتعاونوا على البر والتقوي ولا تعاونوا على الإثم والعدوان“ [المائدة: ٢]. التعاون
٤- ” وإذا قُلتم فاعدِلوا ولو كان ذا قربي“ [الأنعام: ١٥٢]. العدل في القول
٥- ”إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي“ [النحل: ٩٠]. العدل و الإحسان و صله الرحم
٦- سورة الحجرات هي رساله كاملة لتعلم الآداب وحسن المعاملة بين المسلمين ببعضهم البعض وأيضاً تأدبهم مع النبي.
بالإضافة، إلى بعض الآيات التي تنهي وتنبذ الأخلاق السيئة:
١- ”يأيها الذين أمنوا لما تقولون ما لا تفعلون“ [الصف: ٢] وجوب مطابقه القول الفعل
٢- ”ولا تقف ما ليس لك به علمٌ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً“ [الإسراء: ٣٦]. البعد عن القول بدون علم
٣- ”وما للظالمين من أنصار“ [البقرة: ٢٧٠]. النهي عن الظلم
٤- ”ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عُنقِك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا“ [الإسراء: ٢٩] النهي عن البخل والتبذير
٥- ”إن الله لا يهدي من هو مُسرفٌ كذاب“ [غافر: ٢٨]. النهي عن الكذب
٦- ”وأقصد في مشيِك واغضُضْ من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير“ [لقمان: ١٩] الاعتدال في المشي وخفض الصوت
وعلاوة على ذلك فقد نبهنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأهميه وعظمة الأخلاق الحميدة وقال ”إنما بُعِثت لأُتمم مكارم الأخلاق“ والقرآن الكريم خير مُرَبِي و مُهَذِب و مُقَوِم رباني للبشر كافةً. والأولى والأفضل تدارس، فهم، وتدبر آيات قبل حفظه. فـ لو إلتزمنا بالتهذيب الرباني في كل أمور حياتنا وتعاملاتنا لما ساد في مجتمعنا الكذب، النفاق، الخيانه، الربا، اكل مال اليتيم، العقوق، السلوك السئ، النميمه، الغيبه، الرشوة .....الخ.
ودمتم...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق