مشكلتنا الازلية أنَّنا نعطي الألم حقوقًا كثيرة ونجعله بطلًا لتفاصيل حياتنا الدقيقة منها قبل الكبيرة.
نعاني منه في داخلنا .. فنتغنىٰ به سهوًا
نعيش حالته بالتفصيل .. ونبُث سمومه للمحيطين بنا
نشتكي منه للجميع .. ونعطيه معظم أوقاتنا وكأنه نزيلٌ دائم في جنبات حياتنا.
للأسف بعضنا لا يعيشون فرحتهم التي تُوِّجت من آمالهم العظيمة؛ فيبخلون على أنفسهم العيش في تفاصيلها بحجة أن الوقت أمامهم بالمستقبل. وايضًا الفرحة البريئة والمفاجئه البعض منّا يحاول التكتم عليها بسبب الحرص الشديد الخوف من رصد الآخرين تفاصيل أفراحهم. وهناك ايضًا من أهدته الحياة أسباب السعادة؛ فيجتزيء لها جزءًا بسيطًا من اوقاته ليعيش تفاصيل الانشغال بها أكثر من الإستمتاع بها.
وبالمقابل، تسببنا في اجبار معظم أوقاتنا على الانغماس في بحور الأحزان والآلام. فمهدنا طريق الاحزان وجعلنا طريق افراحنا غير نافذ؛ وأشعلنا قناديل الألم بإطفائنا أسرجة الأمل؛ وبتجاهلنا لحظات السعادة أعطينا لحظة الألم تفاصيلًا اعظم رغم محدوديتها. فالحياة كتابًا متعدد الفصول متغيَّر الأحداث ومحاولة الانغماس بجزء منها وتعميمه على كامل التفاصيل ماهو إلّا جلد ذات وانانية نمارسها سهوًا بحق أنفسنا ورفاهية أرواحنا التي باتت تتوق لكل ما يدخل البهجة لأساريرها.
فبالوقت الذي تهبنا فيه السعادة عمرًا آخر في الحياة؛ نتجاهلها سهوًا كان أو عمدًا لنعطي الألم والانشغال عمرنا الحقيقي.
هاجر هوساوي
@HajarHawsawi