الاثنين، 23 يوليو 2018

من سيضع حدًا لببغاوات الواتساب!؟

- هل تعرف أشخاصًا باتو مهووسين بنقل اي محتوى بغض النظر عن مصداقيته او واقعيته؟
- هل صادفت خبرًا نُشر بصحف ومجلات حتى بالتلفزيونات وكان مصدره إشاعه من أحد التطبيقات؟

        التطبيقات الاجتماعية أصبحت مُنفِّره لأبعد حد معاكس يقوده شغفُ القاريء له. البعضُ منها بقدر ماهي أداة تواصل باتت أدآةً لزرع الملل والهروب من واقع التواجد متصلًا مع الغير. تبدأ الحالة بالإستيقاظ صباحًا لتجد ذات الكلمات مُرسلة من صديق وقريب او زميل؛ نفس التفاصيل نفس والفكرة والهدف. كلمات مكرره مستهلكة لا نفع من أغلبها سوى ملء نقالك بالصور والفيديوهات، وازعاجك بالتنبيهات التى لا تنتهي، وبمعلومات بعضًا منها مغلوطًا قد يُودي بحياه المتابعين بشغف.

        بالمناسبات العامة، تتوالىٰ نفس الرسائل الموسمية على هيئة نكات سخيفة عن الصوم والافطار برمضان، ثم عن عيد الفطر وعيد الأضحى والأضاحي بالحج، ثم عن بداية العام الدراسي وحال الطلبة والمعلمين والمعلمات. نفس الجمل من نفس الأشخاص لعدة أعوام متوالية.

        وتنتشر ايضًا الرسائل الكيدية لغرض دعائي؛ تبدأ بتشويه منتج منافس وتنتهي بتمجيد المنتج الآخر وكأن المتلقي سفيهًا لا يعي شيئًا وعليه ان يقاطع المنتج الآخر لأنهم أظهرو عيوبه التي لا يصدقها عقل.

       ثم للتأليفات المحبوكه على أمزجتهم، من خلطات وتركيبات لا تعرفُ لها أصلًا او حديثًا ولا رابط لها بطب شعبي او نبوي. وللقصص المطولة التي لا طائل منها سوى مطمطة الأحداث لأقناعك بقصص لا يقبلها منطق؛ وعليك ان تعلق عن مدى تأثرك بها والّا ستكون عرضه للإنتقاد والطرد من القروب الذي لا يهدأ من القصص الوارده من ”الكيس“.

        وبعدها يتم الإحتدام مع الأحاديث الضعيفة والبعض الآخر المُحرف منها والتي تُنشر تخويفًا او ترويجًا لفكره معينة او لفئة أخرى وتتداول بين الجميع ليُصدقها من يصدق ويكذبها من يكذب وليعمل بها من أقتنع بمحتواها. ومابين مكذب ومصدق أطفال لا يفقهون شيئًا؛ لترسخ ببالهم أقولًا أقرب ماتكون لخيال لايمثل الواقع.

        وللبكائيات التي تنتهي بقسمٍ وتحليف ثم ودعاء على المُستقبِل في حال الإهمال وكأنها لعنة ليست بحروفٍ وكلمات لم تُدون للنشر بل دُوِنت للترهيب قبل المشاركة.

        وختامًا ليبدأ يومًا آخر من الصباحيات .. للمسائيات .. الى الفجريات والرسائل بطول المُعلقات المغزي منها ايصال اليوم ما تم أهماله عمدًا بالأمس .. وهكذا

هاجر هوساوي
@HajarHawsawi

السبت، 7 يوليو 2018

أ تُقدم ابنك قُربانًا للتقنية

                       
        كل حقبة زمنية نعيشها لجيلٍ مختلف يظهر بها أحد ضحايا التقدم التقني؛ فيتبيّن لنا حجم الضعف الرقابي الذي نعانيه من البيت للمدرسة الى المجتمع.
قد نسميه تقصيرًا او ثقة مُفرطه!
قد يكون جهلًا او تهاون بالمخاطر!
او قد يكون إهمالًا متعمّد او تشدد متعمّد بنواحي اخرى!!؟

        فالشر الذي نراه بعيدًا عنّا قد يكون اقرب إلينا واعنف مما شهدناه عند غيرنا. مرَّت فترات تجنيد الاطفال في الجماعات الارهابيه؛ فتحدثنا كثيرًا ناقشنا الاسباب كثفنا التوعية ولم نكثف العنصر الرقابي. مرَّت فترات انتحار الاطفال في دُول متعددة فتحاورنا مع أبناءنا عن ذات المصيبة نصحناهم بعدم تحميل اي لعبه عنيفة وسكتنا عن المصيبه فدخلت دُورنا بعدة حالات بهذه الاسابيع. والان بدأت فترة التحرش بالأطفال بواسطة الألعاب الالكترونية، فجيشنا حروفنا، حاصرنا أبناءنا، ولاحقنا الجناة ثم بدءنا في نشر برامج اخرى لمراقبة أبناءنا وهم بصحبة صديقهم الوهمي (الالعاب الكترونيه).


        ثم ماذا بعد ذلك؟ مالذي تحمله الفترات القادمة لأبنائنا من مفاجآت وكوارث. فلقد تعددت مُسبقًا طرق استدراجهم، واغواءهم، تشتيت افكارهم، واللعب على سكون حياتهم والهدف واحد (هُمْ والمجتمع).
وبهذا الوقت؛
- التحذيرات لم تعد ذات فائدة فخيال الطفل وفضوله عادة ما يقوده ببراءة لإكتشاف سبب كل المحاذير الموجهة من والديه واشقاءه.
- برامج المراقبة قد توقف خطرًا يجول حولهم لكنها لن تُظهر ما استوطن بنُفوسهم.
- العُقوبات لن تُجدي نفعًا ان لم يستوعب الطفل حجم خطورة الأمر.
- الثقة المُفرطه بسلوكهم المحترم امامك ليست درعًا يقيهم من حشرات الشبكة العنكبوتيه.

ملاحظة؛
مادمتم تاركين الحبل على القارب .. فالحروف الختامية لا تحتوي على حلول جذرية لكل ماذكر سابقًا.
فإن لم تحاولوا ان تكونوا أقرب لقلوبهم من اي برنامج ولعبه فزاحموا أوقات عكوفهم عليها بما يُعيد ويبدأ بتشييد ثقتهم بكم.
فلم تعد ثقتنا بهم كافية .. بل نحن من نحتاج أن نعيد ثقتهم بنا حتى لا تبنى ثقةً اخرى مع فردٍ غريب.



هاجر هوساوي
@HajarHawsawi