الاثنين، 30 أكتوبر 2017

النظرة المُستقبلية

        كلنا مررنا بمرحلة وضع النقاط على الحروف؛ المرحلة التي نبدأ فيها ببناء ذاتنا ووضع حجر أساس معالم شخصياتنا وتصورنا عن أنفسنا بالمستقبل القريب او البعيد. بعضنا استيقظ باكرًا لهذه المرحلة، بعضنا سَهى عنها ليجد نفسه بالمستقبل في طي النسيان، والبعض الأخر أستفاق من غيبوبته محاولًا تدارك ما فاته عبر الزمن. لكن المقياس المُتحكم بتلك المرحلة "مرحلة التي تتأسس بها النظرة المستقبلية" متوقف على نسبة رضىٰ أنفسنا بحاضرنا ثم لرغبتنا في الإرتقاء بذاتنا.

        نظرتنا الحالية لأنفسنا، لقيمة حياتنا، ولدرجة تقبلنا لأوضاعنا تعكس الأهداف التي سنضعها لمستقبلنا. كل هدف ندوِّنه سـيُصوِّر جزءًا من شخصياتنا وان خَفِي عن المقربين، سـيُبيِّن حجم إدراكنا لأهميتنا في في مجتمعنا، سيُعرف الأخرين للحد الذي وصل له فكرنا من نضوج، وسيرسم حدود نظرتنا الثاقبة فيما يتعلق بمعالم أهداف مستقبلنا. رائينا عن نفسنا بالحاضر ماهو إلّا مراءة لإرادتن، أيضًا هو المِفتاح الذي يتحكم في حُبنا للتطوير المُتعلق بالأهداف التي رُسِمت للإرتقاء بمُستقبلنا.

        للذلك لمستقبلٍ باهر بحياةٍ ذاخرة بكل ما يُرضيك عن نفسك ويعلو بها عن كل ما يجعلها تغرقُ في الجهل عن أولوياتك:
  • إعرف نفسك جيدًا قدِّرها.
  • لا تفكر بأي أمر يجعلك تشعر أنك أقل من أقرآنك.
  • إكتشف مواطن شغفك، ما تحب، تكره، تتمنى، وتسعى لتحقيقه.
  • ناقش إهتماماتك الحالية وأرسم خرائط مستقبلك على ضفافها.
لذأ إمشوا حيثُ تأخذكم الفكرة المُتعلقة بإزدهار مستقبلكم .. صارعوا لأجلها اللحظات الصعبة .. وأ حسموا اي قرار سيُعرقل اي هدفًا يتعلق بمستقبلكم

هاجر هوساوي

@HajarHawsawi

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

على ضفاف الفرح

        على الضفاف الشاسعة؛ رسمتُ حلمًا كبيرًا رست عليه أنواع الأساطيل بإختلاف أشكالها أحجامها وأنواعها ثم غادرت بعدها جميع السفن وهي حاملةً معها أحلامي إلى عوالم كثيرة . كل حلمٍ منهم تحقق على أفقِ مدينة من مدآئن شغفي الذي لا يهدأ.

        على ضفتي المسرات؛ حفز الغير على صُنع إبتسامات النصر على شفاهِ كل الوجوه التي كساها العبوس وهي تُحاول بصعوبة النجاح والإجتهاد حتي غدى' النصر حليفهم في نهاية المطاف.

        على ضفتي الإبتهاج؛ تحلى بالإيجابية التي تشحنك بالإيمان العزيمة السعادة والرضى اللامتناهي بالأقدار مهما صعُب منها قدرًا او مضت بسهولة لا تُذكر.

        على ضفتي الإنشراح كن مُتفائلًا بـ حاضرك وغدِك ثم مستقبلك؛ فروح التفائل تُنيرُ طريقك وتُحفزك على خوض أي تجربة بلا مخاوف تشائمية.

        على ضفتي الأمل إصنع الخير مهما كان صغيرًا بنظرك فهو مهما صغُر قد يكون عظيمًا لدي الغير؛ فصنع الخير ينمي حُب المساعدة الذي ينمو بالقلب بنفس مقدار الفرح الذي زُرٍع بقلوب من كنت عونًا لهم.

        على ضفتي الأهميات رتب أولويات سعادك؛ فنِّد أيهما مُهمًا ثم أهمًا في إدخال السرور لعالمك. فـ روحك أولى بالسعادة أكثر مما يُكدرها من تفاصيل مزعجة لا تقدر بشيء عند مقارنتها بما يسعدك.

        على ضفتي التميز اختر الحسن دائمًا؛ فمراعاة الجودة بإختيارك يُغنيك دائمًا عن العودة لنقطة البداية عند إكتشاف سوء ما أخترت من حسنه. فإختيارك الحسن في حاضرك هو النور الذي سيُضيء مستقبلك في يومٍ من الأيام.

        على ضفتي السعادة عِش تفاصيل أفراحك كل لحظة بلحظتها؛ فالثواني في لحظة الفرح عبارة عن ذكريات توشم على جدران ذاكرتك فتغدو إكسير بهجةٍ لقلبك حينما تعتصره بعضًا من الظروف المُحزنة.

        خُذها قاعدة قلبك لن يسكنه فرحٌ دائم إن عشت لحظاتك وحيدًا؛ فعلى' ضفاف البشاشة شارك كل لحظاتك الجميلة العزيزين عليك والمقربين منك. فسعادك لا تكتمل إلّا بوجود القلوب التي تهوى' أن تراك سعيدًا.

        وعلى' ضفاف الفرح إطرق كل بابٍ يُدخلك في متاهة من السعادة. لك ان تتخيل نفسك وانت تائهًا في دوامة من الأفراح؛ فالإحساس بالحالة يكفيك لتشعر أنك قد تُوٍجت ملكًا في الشواطيء المطلة على ضفاف لم ترسوا إلّا على بلاد لا يعيشها الّا من تسلح بالفرح.


هاجر هوساوي
@HajarHawsawi

عُقدة الذنب

        في جنبات نفوسنا زوايا كثيرة؛ كل جانب من هذه الجوانب بكل فترة يبدأ بالدق على أبواب خواطرنا. أحدهم مُحفز وكلما لاح بالفكر يقودك للمقدمة، وبينما الآخر منهم مُحبط لا يقودك إلّا للحاله التي تعود بالنفس للوراء الىٰ غياهب النقطة التى توقفت عندها. ومن أبشع تلك الجوانب، زاوية الإحساس بالذنب المرتبط بعمق الخطأ المُقترف. زواية حتى ولو بعد التوبة تظل عروقها على أوتار الضمير المُتقد تنبض ألمًا الىٰ الممات وذلك طبعًا ان لم يُحاول المرء بعد توبته ان يغفر لنفسه ذلك الخطأ.

        الله يغفر الذنوب مادمت تستغفره وتطلب عفوه، و البشر قد يتناسون ويغفرون ذلاتك بحقهم ان اعترفت بخطئك وطلبتهم السماح. أمّا النفس التي لا ترضىٰ بالخطأ ان وقعت به عمدًا، سهوًا، او تحت اي ظرف مُجبره فإنها قد تجد صعوبة في تخطي ما أغترفت من إثم حتى ولو تابت عن أخطاءها. هي نفسٌ وان سعت للصلاح والمُسامحة تظل حبيسة عقدة الذنب التي تأسرها أكثر مما تحفزها لعدم الوقوع بذات الإثم مستقبلًا. فتأنيب الضمير إن تعدى حدود المعقول أصبح كـ السجان الذي لايتسلى إلّا باللعب على راحة ذلك البال المنكسر ندمًا.

        من وجهة نظر فردية، أن لا تسامح ذاتك أن تحكم عليها بالإكتئاب المؤبد بين قضبان الإحساس بالذنب. بالواقع كلنا يُخطيء والعاقل منّا يعي حجم الخطأ المُرتكب، يُكفر عنه، يعتذر منه، ثم يُحاول التعديل والإصلاح إن امكن ذلك قبل فوات الأوآن. امّا المكوث بنفس النقطة، الحالة، والظرف ماهو إلّا رجوعًا للخلف كلما تقدم الزمان. وذلك أشبه بالعقوبة العابرة عبر الأزمنة؛ كلما تقدم الزمان كلما تجدد ونمىٰ الصراع الداخلي بالنفس فهو لا يهدأ مع الوقت بقدر ما انه يزيد تحكمًا بها.

في نقاط بسيطة:
-  هي تجربة قد تكون سيئة بحق غيرك قبل نفسك لكن أكبر دليل على الإعتراف بالخطأ يكون بمحاولة بذل جهد أكبر بسبيل الإصلاح.
قاوم الفكر الإنهزامي الذي يثبطك يشغل فكرك عن كل ما يساعدك التخطي وذلك بمحاربة اي ذكرىٰ تجعلك أسيرًا للألم منشغلًا به  عن سُبل الإرتقاء بذاتك.
ثِق جميعنا يُخطيء ويُسيء تقدير الأمور والإختيارات، لكن أشجعنا من يعترف بذلك ثم يعمل على تخطيه بعمل كل ما يساهم بمحو ما سبق من سوء اختيار
- عليك ان تعلم ان المكوث بذات النقطة واللف والدوران في دوامة الإحساس بالذنب، تأنيب الضمير، وعقدة الألم لن يهبك الرضى الكافي بذاتك ولن يكسبك شيئًا من الراحه ظللت توبخ نفسك على ظلال النفس اللوامة فـ بقدر ذلك ستغوص في ذاتك الهرِمه من الألم وتغرق بها لتفنىٰ بلا حاضر يُذكر او مستقبل له معالم.

فالحياه بسيطة جدًا والخطأ عادة يحدثُ بها وينتهي ولن تعود الساعه للوراء لإصلاحه إلّا بـ:
تناسي ما يقلقك .. اجمع شتاتك .. امضِ قُدمًا .. طوِّر نفسك .. وجِّه مخاوفك للزاوية التي تجعلك اقوىٰ من آلامك .. وأعد لمستقبلك وانت تعيش الحاضر الذي تمنيته وترتضيه لذاتك.

هاجر هوساوي

@HajarHawsawi