في بعض العلاقات الأخوية، والخاصة، ومع الأقارب المقربين أو البعيدين توجد شخصية سامة جدًا؛ إيذاءها فاق سُمِّية الثعابين والعقارب. فتلك أو ذاك سامَّ المعشر الذي يلدقُ خفيةً؛ بحجة خفة الدم يجرَحُك عمدًا، ويحرِجُك في كل تجمع، ويُحجمُك بكل استخفاف بين خلق الله.
إن تضايقت منه قال عنك حساس…!
إن تجاهلت حمقه قال عنك تتهرب…!
إن اعطيته اهتمامًا وأجبته؛ ولأن تفاعلك معه هو هدفه الأساسي تمادا وعلا صوته وزاد سفاهةً على سوء خُلقه…!
وإن عاتبته بأدب وتأنيب قال مازحًا "تعرف أنني أمزح كثيرًا ولم يكن حديثًا مقصودًا"!
وإن أدرت له ظهرك بلا التفات؛ طعنك بسهامٍ غادرة مع كل من يبادله كرهك ويتمني حرجك واحراجك وتحجيمك.
اعلمي عزيزتي أو اعلم عزيزي أن تتأذى من العلاقات السامة وتصمت؛ يعني أن تحرق روحك من الداخل فتغدو كشخصية محطمة تحمل رمادها بكل شقاء لكنها في العلن تظهر بشكل خارجي جذاب ومتماسك يظن من يراه أنه جمع قوة العالم في قلبه حتى يظهر بهذه الثقة العظيمة التي تشع قوة. فإن اجبرتك الظروف على التواصل مع ذوي العلاقات السامة لا تعطيهم قدرًا أكبر حتى لا يكبر إيذائهم بداخلك. وكلما استصغرت تصرفاتهم وأفعالهم كلما تلاشت آثارها بنفسك وتغدو بلا قيمة بنظرك؛ لأن الاستخفاف بالفعل يقلل من حدة ردة الفعل.
ملاحظة.....!
هل استوقفتك بعض التفاصيل، أو كلها لا تعنيك من أولها لآخرها، أو أنك لم تكن يومًا السام في كل علاقة أو المتضرر منها؟
لذلك اقرأها مرةً أخرى، وفكر بصدق وعقلانية أيهم أنت السام في تواصلك مع الآخرين أو المُتضرر من سموم الفرد المُقرب منه وكُتِب عليه التعامل معه دائمًا؟
هاجر بنت عبدالله هوساوي