الخميس، 3 يونيو 2021

واقعية التفاؤل بإيجابية الفعل

المتفائلون حولنا كُثر واصحاب الروح المرحة عديدون ولطفاء المعشر بشوشي الملامح يضيئون حياتنا. فهل تتمنى ان تلتقي على الدوام في حياتك الاجتماعية والمهنية اشخاصًا ذوي سمات حميدة كالمذكورة آنفًا؟ في الواقع نصادفهم كثيرًا نتمنى أن نجالسهم دائمًا فالشخص الايجابي صاحب الروح التفاؤلية يبث في روح جُلَّاسِه حماسة الانجاز وحب التعاون والمساعدة.

لكن على النقيض، هل التقيت بمتحدث لبق لا يفتأ من تحفيزك واعطائك من جرعاته التفاؤلية ثم وان تحولت الاقوال معه للبرهان بالأفعال انسحب بهدوء لا يعادل روح بدئه في الحدث معك. الحذر فقد زادت مؤخرًا هذه الفئة من حولنا حتى غدى تحفيزهم مصدرًا لزرقٍ قولي يبيعك أحاديثًا ولا يسمع منك جيدًا ويفوقك قولًا حتى تظن أنك معه مالكًا زمام جميع أمورك وقادرًا على فَل الحديد وماحيًا كل عقبة وقافزًا أي مرتفع وكاسرًا أي جمود لا يسمح لك بالاستمرار فيه.

فتمضي في طريقك بالأقوال فقط؛ فمن احاديثه التي لا عمل واقعي يتبعها "نحن نستطيع .. نحن مؤهلين .. نحن اقوياء .. اعتمد عليّ كما اعتمد عليك" وهكذا. وفي حالة الخسارة يظهر تفاؤلًا عجيبًا حتى تظن أنك لم تفشل بتاتًا ولا يبدأ معك في الحلول أو وضع خطة جديدة تساعدك على تغيير المسار الخاطئ الذي أدى لخسارتك. فيبدأ بالتعزيز السلبي لرفع المعنويات بشكل لا يجعل المرء يفكر بنقاط الضعف أو يبحث عن أسباب الاخفاق أو أن يبحث عن أي عوامل خارجية أو داخلية أدت لذلك.

في حالة اخرى تجده متحدثًا ينسج أحلامًا للأخرين وان سألته عن مدى نجاح بعض التجارب التي طرحها فهو لا يملك جوابًا صريحًا سوى ما ينظمه من كلمات معدل تطبيقها صفرًا على ارض الواقع المهني أو الاجتماعي. وأسواهم من يكتب بإيجابيه ناصحًا غيره وافعاله تبرهن عكس ذلك وتجده بواقع الأمر ينصح كثيرًا ولا يقبل نُصحًا من غيره.

لسنا ضدهم لكنَّا نتحدث عن الواقعية في الانصات لهم؛ إذن كيف تثقون فيمن يسقونكم من الجرعات التي يحتاجوها أكثر منكم في تواصلهم مع الاخرين وافعالهم.

لذلك عليكم أن تتساءلوا كثيرًا؛ كيف لصاحب الروح التفاؤلية ألا يقودك للعمل معه بإيجابية.



هاجر هوساوي
@HajarHawsawi