جمعت لكم فيها من كل بحر من بحور الحياة قطرة؛ فأنا أكتب فيها أولًا لأجلي، لأثقف نفسي .. لأحفز نفسي .. لأطوٌر من نفسي؛ لأني على ثقة أن ما أحببته لنفسي لاحقًا سيحبه القراء لأنفسهم.
الثلاثاء، 16 يوليو 2019
الفجوة
الأربعاء، 3 يوليو 2019
لا ترفع من قيمة مالا قيمة له "عن أصداء ما بعد الهروب"
أشياءنا التي نفتخر بامتلاكها وأولوياتنا التي نحرص على إتمامها وأفكارنا التي نجحنا في تحقيقها وبتنا نعتز بها؛ جميعها دائمًا ما نعطيها جُلَّ أوقاتنا وافتخارًا بها نسهب بالحديث عنها مع العامة. فكثرة الانشغال بها أطفى عليها شيئًا من الأهمية وأعطاها القيِّمة التي جعلتها تتلألأ في نظر الآخرين. وأيضًا بعض الموضوعات لا تزداد قيمتها ليلمع بريقها إلّا بكثرة الحديث عنها وتداولها بين الملأ سواءً سلبًا أو إيجابًا. وفي عالم التواصل الاجتماعي أغلب العناوين أو حتى الأشياء لم تتضاعف قيمها إلَّا بعدما بات يُستغل تفردها من قِبل أفرادً يبحثون عن أي مادة ذات جدلٍ واسع لتجذب الأنظار لهم وتزيد من نسبة متابعيهم أو مؤيديهم.
مؤخرًا تمادا الكثيرين في تسليط الضوء على موضوعات أصبح لا هدف منها سوى تشويه الواقع العام الذي نعيشه بمجتمعنا؛ وأيضًا شاع تداول الأحاديث عن تصرفات لا تمت لأخلاقنا العامة بصلة بقدر ما أنها تحاول تزييفها وتمريرها لأهداف أخرى. قالوا سابقًا "أميتوا الباطل بالسكوت عنه." أمَّا بالنسبة لإدارة الأحداث والقضايا الأسرية أو الحساسة لدينا؛ فنحن ما نفتأ من ذكرها حتى تنتشر في جميع العوالم كتفشي الأمراض الخبيثة التي يستعصي علاجها حتى يدفع كل عضوٍ زارته جرثومة المرض ثمن الانتشار في البدن. فكثرة الحديث عن الأفعال التي لا يتقبلها عقل ولا يحكمها منطق استنكارًا وشجبًا أو تأييدًا ما هو إلّا أداة لإحياء الباطل الذي اُمرنا بالسكوت عنه ممّا أدى لإعطائه قيمة أكبر أعادت له الأضواء التي لا يستحقها محتواه. فكل إثارة رأي لأي قصة أو قضية بائدة ما هو إلّا جذوة خبيثة اُريد بها تسليط الضوء مرةً أخرى على ما اُعتبر صفحة مطوية من الأحداث.
كلنا يعلم أن القضايا تبدأ بالانحسار تدريجيًا إن سكتنا عنها وأهملنا متداوليها وأيضًا كلنا يعلم بأن العودة مرارًا وتكرارًا للحديث عنها ما هو إلّا وسيلة لجذب الانتباه لذات الأمر ومحاولة لإبقائه على الصفيح الساخن للأخبار العاجلة؛ لأن البعض بات يقتات على رفاة نشرها إن لم يكن قد أصبح منهاجًا أساسيًا لسد رمق أصحابها. ومحاولة التشبث للتواجد على شريط الاخبار العاجلة بات رزقًا جديدًا يقتاتون منه منتجيها.
لذٰلك سواءً كانت قصة أو حدث أو قضية اجعلوها موءودة في طي النسيان الذي عبرت حدوده لتعيش شذوذه وذلك بعدم النبش في ذات الخبر وعدم السؤال عن المآل الذي آلت له أو بعدم البحث عن المحتوى ذاته وإيقاف تناقل المحتوى المسيء منه أو الجيد عنه.
فمجرد الإهمال يجعل منه بلا قيمة تُذكر؛ وبيدنا الارتقاء بما يرتقي بنا ويزيدنا رفعة؛ وبيدنا أيضًا عدم المشاركة في رفع قيمة مالا قيمة له.
هاجر هوساوي
@HajarHawsawi