الاثنين، 23 أبريل 2018

زواجات آخر زمن

وصف الحالة بالعامية أفضل؛
تجيكِ الدعوة وإنتِ مبسوطة متحمسة ودك تحضري زواج صديقتك، جارتك، او قريبتك إللي هيا فلانه بنت فلان. بعدها تاخذي فستان الفرح، وتجهزي الشنطة، وانتم بكرامه والجزمة المناسبة؛ لأن ودك تظهري كشختك قدام صديقاتك وقريباتك. وطبعًا العروسة ياعيني عليها ودها تطلع لها طلعة جميلة في ليلة عمرها وودها كل حرمه تشوفها تقول ما شاء الله عليها قمر في بدر التمام. وكل نوايا الموجودين مستخبية تحتها السعادة الأبدية للعرسان.

عودة للمنطق لمراجعة الحالة؛
        فبعد حفلة الزفاف وإنتهاء الأهازيج تبدأ الحياة الجديدة التي طالما حلموا الزوجان بأنها سوف تكون حياة مثالية. لكنها قد تكون حياة يكسوها المد والجذر وتظهر بها حسنات وسيئات الآخر تاره؛ وقد تعصف حياتهم بعض العواصف التي تختبر عمق محبتهم وتظهر صبر كلًا منهم على مساويء الآخر تارةً آخرى. فهي حياة وإن طال بها السجال بين الزوجان قد تتعري فيها الحقائق والنوايا الأساسية التي كانت سببًا لدفع أحدهما للزواج او القبول به.
  • وتبدأ العواصف حينما تصطدم الزوجة بحقيقة أنها ضحية رجل غير مسؤول زوجوهُ لها بحجةزوجوه يعقلإيمانًا بأنه قد يكون لزواجه الأثر البالغ الذي قد يدفعه مستقبلًا على التخلى عن عاداته السيئة التي هو غارقًا فيها ولا ينوي النجاة منها.
  • وآخرى تجد نفسها زوجة لمن لا يزال يأخذ مصروفه من والديه؛ وبالواقع مصروفه هو وحدهُ لم يكن يكفيه فكيف وهو ربًا لأسرة تحتاج أن يصرف عليها. لتكتشف أيضًا بأنها ضحية لـتزوجوهم فقراء يُغنيهم الله.“ صدق رسول الله بهذا الحديث لكن مفسريه كذبوا بالواقع. الفقير بالحديث هو من يجتهد ليكسب رزقه بعرق جبينه لا من يجلس ببيته منتظرًا مبلغًا وقدره من والديه وسلفًا من هذا وذاك.
  • وزوجٌ آخر يصطدم بواقع سخيف وهو أن زوجتة وافقت على فكرة الإرتباط به كَكُل لتلبس فقط فستان الزفاف ولتعيش تفاصيل قبل الزواج إنتهاءًا بالزفة. وبعد الزواج يجد بأنه شخص غير مرغوب به؛ فلا تلوح أمامه إلّا الخسائر التي صرفت ليتم الزواج وياليته لم يُنفق فلسًا.
  • وآخرى تجد نفسها مغتربه مع زوج لا يدري عنها شيئًا ولا عن طلباتها فقط زوجوه أهله كي لا يسافر وحيدًا لتنقلب الآيه عليها وتصبح هيا الوحيدة بالغربه بعيدةً عن أهلها.
  • والأدهى والأمر الزوجة التي تكتشف بأنها تحمل مسمى زوجة على هيئة خادمة. زوجوه أهله لإمرأة تقف على طلباته، نظافة بيته وهندامه، ولتطهو طعامه. ثم مع الأيام تجد بأنها نسيت نفسها تمامًا ولم تعد تهتم بذاتها، أناقتها، وشكلها فقد باتت هناك أولويات لزوج أناني أهم من الأولويات والحياة الكريمه التي رسمتها لنفسها قبل زواجها.
  • والطامة الكبرى التى تجني على نفسها بها حواء حينما تفكر أن تتزوج لكي لا يقال عنها عانسًا بغض النظر عن الزوج هل هو مناسب عمرًا، هل هو خلوق، او مقتدر ماديًا .......... وما الى آخره. فهدف الهروب من لقب العنوسة هو الهاجس المحرك لسلوكها المُقيِّم للزوج.
  • وقد تتفاجأ آخرى بأنها باتت حبسيه لرجل يود أن يفرض أرآءه عليها حتي فيما يخصها من إختيارات وتفضيلات. لتكتشف لاحقًا بأنه طلب من عائلته أن يزوجوه فتاةً تصغره كثيرًا بالسن ليُشكلها على مزاجه ويعيد صياغة أولوياتها بما يتوافق مع أولوياته وعلى النمط الذي يريده. فتعيش في صراعٍ مرير وقوي وتحتار بين إثبات الذات، الطاعة العمياء، والتمرد.
  • وآخر عقد على الزواج من موظفة حتى تُعينه في مصروف البيت لتجد نفسها الآخرى بعد فترة وجيزة من الزواج بأنها هيا من تُعيل البيت كاملًا والزوج البخيل يراقب الوضع من بعيد لبعيد وإن شكت الحال أسكتها بملاليم بسيطة بحجة أنها موظفة وليست بحاجة من يصرف عليها وبيتها.
  • وختامًا أسواءهم من توافق على أي شخص تقدم لها بغض النظر عن كل عيوبه فقط لان صديقاتها او قريباتها او من هم في عمرها على وشك الزواج قريبًا؛ فتُدخل نفسها في متاهات مستقبلية لا تعرف لها نهايه وهي بالواقع في غنيً عنها.
ثم لنعود للعامية لنختم ما بدأناه بها؛
وبعد الزواج؛ بعدما ظهرت النوايا الحقيقيه تبدأ تظهر الوجوه المستخبيه واللي كنت تشوفوا جميل يصير قبيح بنظرك. وبكذا لا هُم عاشوا الحياه اللي اتخيلوها ولا هُم قدروا تعب المتاعيس اللي جريو في زواجهم لكن زي ما قلت من البداية "زواجات آخر زمن

*وتظل هذه الحالات نادره وفرديه والأكيد هي لا تمثل الجميع بل تصف سوءًا في نوايا القليل منهم*

هاجر هوساوي
@HajarHawsawi