الثلاثاء، 6 مارس 2018

أرزاق على حبلِ الواسطة

        من المؤسف جدًا أن تجد نفسك بعد عدة أعوام من الإجتهاد محصورًا في ركن وظيفي ضيق لا يتسع إلّا بواسطة فلان وعلّان.

(الواسطة) .. داء التوظيف .. وعلة البطالة

        إن إنتقدت من توظف بواسطة قريب او صديق بعيدًا عن مجهوده، مؤهلاته، وقدراته نعتك بالحاقدوبالمقابل بالنسبة لعراب الواسطة؛ فقد أصبح هناك من يصرح بها ويسألك بلا خجل:إنت من طرف مين؟“. وهناك من يغلق الأبواب بوجهك بلا مجاملة: ” إن كنت تعرف أحدًا قدِّم أوراقك.“ او من يضحك عليك بتعليقاته الساذجة: ”مؤهلاتك قوية، لكن الذي أمامك يعرف المسؤول الفلاني.“ وهكذا تخوض غمار البحث عن وظيفة مابين محفز على البحث وشامت على الوضع.

        فحينما نعلق بأن الواسطة باتت متفشية؛ يتم التعقيب بنفس الوقت بأنها أرزاق من رب العباد حتى ولو كانت عن طريق فلان وغيره. وحينما تنتقد شخصًا توظف عن طريق الواسطة يراك حاقدًا على رزقه حاسدًا وظيفته تتمنى زوالها. وأيضًا حينما نتحدث عن أوجه الفساد ونذكر بأن أبرزها (الواسطة)؛ يقال هو نصيبهم ورزقهم أتي إليهم بأي وسيلةٍ كانت؛ ورزقك سيأتيك حتمًا فلا تضع عينيك في رزق غيرك.

- فعلقوا الأرزاق على حبل الواسطة.
- وبذات الحبل شنقوا حقيقه تأهلك.
- فهناك من يمشي خُيلاء وحبله معه.
- وهناك من يركض ليتعثر بذات الحبل.
- ليبقى الرزق عذرًا للواسطة.
- ثم لتعلق البطالة على عاتق الباحث عن عمل.

هاجر هوساوي
@HajarHawsawi