الثلاثاء، 30 يونيو 2015

يا من أصبحت وقوداً للفِتن

        يا من أصبحت وقوداً للفتن؛ ألمّ يُخبرك من حولك لقنبلة بشرية أنك معه فقط لتكون وقوداً لكل فِتْنَة، خراب، دمار، نزعة طائفية، وسبباً لفرقة الكلمة والصف بين المسلمين. ألمّ يُخبرك أنه جندك لتكون السكين الذي يطعن به لُحمة الأمة الأسلامية. ألمّ يُخبرك أنك لست سوي أداءة ذات تاريخ صلاحية تنتهي أشلاءً بين دماء الأبرياء.

        يا من أصبحت وقوداً للفتن؛ إن كنت عالماً بالدِّين حافظاً لكتاب الله، ألم تقرأ آيات الله وتتدبر معانيها لتعمل بمقتضاها. أَيُّهَا الوقود البشري لما لم يعلمك جامع الذخائر البشرية أن الإنتحار حرام وقاتل نفسه في النار كما ورد بالقرآن الكريم. لقوله تعالى: ”يأيها الذين أمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلّا أن تكون تجارةً عن تراضٍ منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً(٢٩) ومن يفعل ذلك عُدواناً وظلماً فسوف نُصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً(٣٠).“ [النساء: ٢٩-٣٠]. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”من قتل نفسه بحديدة فحديدتة في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم.“ إذاً بعد هذه الآيات والأحاديث، كيف صُوِرَ لك أنك ستكون شهيداً وأنت قاتلاً لنفسك بيدك ومعك الكثير من المسلمين فقد توعد الله قاتل المسلمين في قوله تعالى: ”ومن يقتل مؤمِناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما“ [النساء: ٩٣].

        يا من أصبحت وقوداً للفتن؛ أيها السلاح البشري الذي أصبحت تُقتل به البشرية ألمّ يعلمك موجه السلاح نحو الأبرياء بعقوبة قتل المعاهدين في ديار المسلمين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”من قال معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً.“ ألم يُخبرك أيضاً ان الذمي والمعاهد إذا قتل خطاً فهو يستحق الدِيَّة لقوله تعالى: ”وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق ففديةٌ مُسلّمة إلى أهله“ [النساء: ٢٩]. وبعد كل هذه الآيات والاحاديث التى تحرم قتل المسلمين وغير المسلمين ”المعاهدين“ كيف أحلو لك القتل العمد؟

        يا من أصبحت وقوداً للفتن؛ ويا من سعيت لِتفجر نفسك في بيوت الله ألمّ يعلمك المُحرض حرمه الإعتداء على بيوت الله. ألمّ تقرأ في كتاب الله عن عقاب مخربين بيوت الله لقوله تعالى: ”ومن أظلم ممّن منع مساجد الله أن يذكر فيها أسمه وسعي في خرابها أُولَئِك ما كان لهم أن يدخلوها إلّا خائفين لهم في الدنيا خِذيٌ ولهم في الآخرة عذاب عظيم“ [البقرة: ١١٤].

       يا من أصبحت وقوداً للفتن؛ أيها الرصاصة التى لم تخترِق إلّا صدور المسلمين، ألمّ يُخبرك من سعي لخراب دنياك قبل آخرتك أن رضا الله من رضا الوالدين لقوله تعالي: ”وقضي ربك ألّا تعبدو إلّا إياه وبالوالدين إحساناً“ [الإسراء: ٢٣]. ولحديث النبي صلى الله عليه وسلم أن عبدالله بن عمر قال: ”جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه للجهاد فقال له أحيّ والداك قال: نعم فقال له الرسول: ففيهما فجاهد.“ جميعنا يعرف أجر الجهاد والإستشهاد في سبيل الله ولكن الآية الكريمة و رد النبي للصحابي يظهر أهمية بر الوالدين ورضاهم والإعتناء بهم على الجهاد في سبيل. إذاً فكيف لك أن تُكفِّر والداك وتختار بين أن تكون وقوداً للفِتنة على أن تكون باراً بوالديك ساعياً لرضاهم.

        يا من أصبحت وقوداً للفتن؛ وأصبحت اليد التى يُضرب بها من حديد رِقاب المسلمين ألمّ يعلمك من زرع فيك الكُره وحرضك على عصيان ولاة أمرك أن طاعتهم واجبة. عن أبي هُريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصي الله ومن يُطِع الأمير فقد أطاعني ومن يعصِ الأمير فقد عصاني.“ أخرجه مسلم. وأيضاً عن أبي ذَر رضي الله عنه قال: ”إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً مجدع الأطراف.“

        بعد كُلَّ هذه الآيات والأحاديث فكيف لك أن تَتَّبِع زارع بذور الفِتنة العامل على حصادها ليقتل البشر بثمارها المُدَوِية. فآيات الله عزوجل صريحة والأحاديث النبوية تشرح الآيات وأيضاً حدود الله وأحكامه واضحه مُبيِنه الحق من الباطل وصالحه لكل زمان ومكان. فكيف لك أن تكون ذخيرة بشرية بيد من لا يعرف من دينه شئ سوي القتل والتخريب. حتى وإن إختلفت عليك الأمور وإلتبست عليك بعض الإحكام إرجع لقول الله تعالي: ”يا أيها الذين أمنوا أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كُنتُم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً“ [النساء: ٥٩].

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

تعظيماً لـ رمضان 🌙

#اسمع_كلامي
ماذا لو عبدنا الله عزوجل وكأننا في رمضان!
لنمت خشية الله بقلوبنا.
ماذا لو خشينا عذاب الله وكأننا في رمضان!
لزدنا خشوعاً بعبادة الله.
ماذا لو إبتعدنا عن كل عادة سيئة وكأننا في رمضان!
لتقوّم سلوكنا.
ماذا لو غضضنا أبصارنا عن أعراض الناس وكأننا في رمضان!
لمّا سمعنا قضايا تحرش ومضايقات لكلا الجنسين.
ماذا لو تذكرنا الضعفاء والجائعين وكأننا صائمون في نهار رمضان!
لّما وُجد محتاجين ومعوِزين ماتوا جوعاً.
ماذا لو ختمنا القرآن عدة مرات بالشهر وكأننا في رمضان!
لتهذبت وحسُنت أخلاقنا.
ماذا لو إهتممنا بالنوافل مثلما نهتم بصلاة التراويح ونحن في رمضان!
لزادتنا تقرباً إلى الله عزوجل.
ماذا لو تصدقنا على الفقراء وشعرنا بحاجتهم وكأننا في رمضان!
لمّا لجأوا لذُلِّ السؤال.
ماذا لو أطعنا والدينا و واصلنا رحِمنا وعُدنا مريضنا وكأننا في رمضان!
لمّا سمعنا قضايا عن عقوق الوالدين، لمّا وجدت قطعية رَحِم، ولمّا وجد مريضاً يعاني الوحدة والإكتئاب.
ماذا لو كفينا أعراض الناس شر ألسنتنا وكأننا صائمون في نهار رمضان!
لمّا شاعت سوء الظنون وقذف الأعراض.
ماذا لو تذكرنا الأيتام والمشردين وهم صائمون بنهار رمضان من غير مُعِيل و مُرَبِي!
لمّا نام يتيماً وهو يبكي ألم الفقد واليُتم.
ماذا لو أتممنا الثلث الأخير من الليل ونحن مصلون مسبحون ومستغفرون وكأننا بوقت السحر في رمضان!
لساد التوفيق وعمّت السعادة حياتنا.
ماذا لو تذكرنا جيراننا وحقوقهم علينا كما نفعل في رمضان!
لمّا نُسيت حقوق الجار كافة.

        ماذا لو كانت جميع أيامنا رمضان؛ لكُنّا بخير وصحه وعافيه وطمأنينة في جميع أيام العام. فـ العبادة ليست حِكراً على رمضان فقط وجميع أيام السنة منسية. ولا تنتهي العبادة بإنتهاء رمضان بل رمضان هو بدايتها ليُعَمِق الفرد علاقتة بربه إبتداً من رمضان ثم باقي شهور السنة. فما أجمل من أن نبدأ عبادة، سلوك وعمل وقول حسن في رمضان ثم نكمله بجميع شهور السنة. ثم ما أجمل أن نستشعر رمضان بإنفسنا في جميع أيام السنة.

ودمتم،،