الخميس، 19 سبتمبر 2024

في يوم الوطن ٩٤م "نحلم ونحقق"

  احتفالنا بيوم الوطن ليس مرهونًا بتاريخًا فقط، بل مرتبطًا بعمر من الزمان نعيشه حاضرًا واباءنا وأجدادنا عاشوه من قبلنا بكل اعتزاز وسعادة واطمئنان.

في يوم الوطن لم يحضر اليوم والشهر فقط، بل كل عامٍ يأتي وهو حاملًا معه ذكرى وذكرياتٍ عميقة؛ تجلت أولًا بذكرى توحيد عظيمة من المؤسس رحمه الله وطيب ثراه الملك عبدالعزيز، ثم لاحقًا ذكرياتٌ تنموية وتطويرية وازدهار يُشارُ لها البنان منذُ الماضي للحاضر من ملوكنا الكرام ابتداء بـ الملك سعود طيب الله ثراه ورحمه إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله ورعاهم.

لذلك يوم الوطن لا نحتفي فيه كيوم فقط، بل بكل فخر نستشعر عظمة السكينة التي تغشى قلوبنا ونحن نعيش في حدوده، والأمن والأمان اللذان ننعم فيها بكل طمأنينة وراحة بال.

في يوم الوطن نسير محتفلين في الشوارع ونحن نحمد الله على المرافق العديدة التي هيئت وعُمِّرت لرفاهيتنا، والمشاريع التي أقيمت وافتتحت لتلبية احتياجاتنا، والبنية التحتية القوية التي شيِّدت وأُسست لضمان سلامتنا.

في يوم الوطن نشكر الله على تخطينا جائحة كورونا بأقل الخسائر وأهونها؛ تخطيٍ أظهر للعالم قوة نظامنا الصحي متانة انظمته وكفاءة الكوادر الصحية التي برهنت للعالم ان المواطن والمقيم على أراضينا يعيش في ظل رعاية صحية لا مثيل لها من قبل الجائحة وبعدها.

وفيما يخص التعليم بالخارج، فالابتعاث الخارجي كان حلمًا بعيد المنال نراه كالأفق الذي نعرف بكل يقين بأننا لن ندركه لكن ولاة أمورنا جعلوه حقيقةً لنا. لذلك في يوم الوطن كل طالب أو طالبة كانوا مبتعثين أو لايزالون في بلدان ابتعاثهم؛ يعيش كل فردٍ منهم بناءً على تجاربه امتنانًا مختلفاً عن الآخر وهو حامدًا لله على نعمه وشاكرًا له على الفرصة التي اتته هديةً من وطنه الذي جعل من تعليمه أهمية وهدفًا يصب في مصلحة وطنه بشكلٍ عام ومصلحته العظمي بشكلٍ خاص. 

وفي احتفالنا بهذا اليوم العظيم نقولها بكل تباهٍ أننا نعيش كأمة عظيمة شعارها الشعب المترابط المتكاتف الذي لا ينسى أخاه وجاره؛ متلمسًا حاجاتهم سائلًا عمّا ينقصهم. نحتفل وكلنا ثقة بأن أي فردٍ منّا لا يستفزع بمن حوله إلّا وهو متأكدًا بأن أكُف المعونة والمساندة ستمتد له بلا تردد الى ان يقف على قدميه مرةً اخرى؛ لأننا بمواقف كثيرة كنا شاهدين على قوة هذا الشعب في التكافل الاجتماعي ونصرة ومؤازرة بعضه بعضًا. فالتكافل الاجتماعي من أهم القيم التي نشأنا عليها منذ زمن المؤسس الى هذه اللحظة. وبشكل مختصر خيرُ مثالٍ يحتذى به من دولتنا تطبيقا "تبرع واحسان"، وبشكل أعم وأشمل "الضمان الاجتماعي" الذي أنشئ عام 1382 هـ. ووفقًا لما ذكرته وكالة الضمان الاجتماعي أنه: ”انشئ لينهض بمسؤولياته في تنفيذ برامج التنمية ومشروعاتها الموجهة إلى بعض الفئات التي تحيط بهم ظروف اجتماعية خاصة بهدف تأمين المعاش الكريم لهم، ومن خلال أنشطته المتعددة التي تأتي في مقدمتها تقديم المعاشات والمساعدات ودعم تنفيذ المشاريع الإنتاجية لمستفيدي الضمان الاجتماعي."

هي قيمٌ غُرست في سلوكياتنا لأننا تعلمناها من قدوتنا "حكامنا"؛ فلنا الحق في يوم الوطن ان تفتخر بما وصلنا له من تلاحم تعاضد وتكاتف تراه جميع الأمم وهي راجيةً أن تصل بمجتمعاتها لنفس مستوى التكافل التي تراه متجذرًا فيما بيننا، وان تصل بهم لنفس مستوى الولاء المتأصل في قلوبنا ونفس مستوى المحبة الذي نحمله لوطننا.  

في يوم الوطن بكل ابتهاج لا نفتأ من كثرة الثناء على هذه الرؤية السديدة والتحول الوطني اللذان ساهما في تنامي الاقتصاد غير النفطي بشكل ملحوظ فتعددت المصادر التي جعلت الاقتصاد في المملكة من الاقتصادات العالمية القوية التي لها تأثير قوي في الاقتصاد العالمي. ووفقًا لـ وكالة الأنباء السعودية (واس): ”وتتويجًا لما تملكه المملكة من إمكانات اقتصادية عالمية أنشأت العديد من المدن الاقتصادية، كما شرعت بإنشاء مشروع مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض على مساحة تبلغ مليونًا وست مئة ألف متر مربع مشكلًا أحد المراكز المالية الرئيسة في العالم لوجوده بأحد أكبر اقتصاديات المنطقة وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط من حيث الحجم والتنظيم والمواصفات التقنية والتجهيز.“ لذلك يكفينا اعتزاز بأن مملكتنا الجميلة هي من ضمن مجموعة الـ ٢٠ التي تضم أقوى عشرين اقتصادًا في العالم.

إن أمعنّا النظر في المجال التقني والرقمي فإننا لن نشرح للآخرين حجم تطورنا، بل يكفيهم أن يعيشوا معنا على الأقل اسبوعًا واحدًا فقط؛ ليستشعروا عظمة التسهيل والانجاز اللذان باتا شعارًا في هذه الحقبة الزمنية. هذا التطور سهل أمورًا كثيرة في حياتنا واختصر لنا وقتاً وجهدًا عاليان كانا سيكلفاننا أكثر مما ينبغي لبعد المكان أو محدودية الزمان. وخيرُ أمثلة على ذلك، وجود التطبيقات التي ساعدتنا كثيرًا على سبيل المثال: (توكلنا طوارئ، وتوكلنا خدمات، وصحتي، وابشر، وبلاغ تجاري، كلنا أمن، نُسك، جدارات، ونفاذ، أسعفني، فزعة، قياس، حساب المواطن، مدرستي، سفير، مقيم، معروف، المنصة الوطنية للعمل التطوعي، مرشدك الزراعي، ناجز، ديوان المظالم، زكاتي، روح السعودية، عيشها، نقل، مكتبة الملك فهد الوطنية، والخ).

لذلك إن سؤلنا عن التقدم والتطور الرقمي الذي يشهد نقله نوعية كبيرة جدًا حتى أصبحنا ننافس أهم الدول تقدمًا في هذا المجال؛ فإننا بكل شموخ في هذا اليوم التاريخي سنتحدث بين الملأ عن النجاحات التاريخية التي باتت خيرُ شاهد على ما وصلنا له. ووفقًا لمؤشر الأمم المتحدة لتطور الخدمات الرقمية والحكومية فإن المملكة تتقدم رقميًا منذُ انطلاق رؤية المملكة ٢٠٣٠م وهي الآن تحتل المرتبة الأولي إقليميًا والمرتبة الثانية في مجموعة العشرين، وبكل فخر في المرتبة الرابعة عالميًا. فهنيئًا لنا بهذا المنجز التاريخي الذي شهد تقدم المملكة في هذا المجال خلال هذه السنوات. 

وكل ما ذكر سابقًا، يعد نقطة من بحر النعمٌ الكثيرة ننعُم فيها بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الرشيدة التي بسطت لنا حياتنا وعملت جاهدة في سبيل هذان التقدم والتطور الذي نعيشه الآن بكل رفاهية وأمن وسلامة.

لذلك نرددها بكل فخر، كل يوم وطني نحن من ازدهار وتقدم الى رفعة وعزة وتطور نتباهى بهم بين الأجيال ونباهي بهم بين الأمم؛ فالحمد الله حمدًا گثيرًا طيبًا مباركًا فيه على نعمة هذه القيادة الحكيمة التي جعلت من أمننا وسلامتنا وحاجاتنا ورفاهيتنا اولوية كبيرة، ونعمة هذا الوطن المعطاء بكل المقاييس، وأخيرًا على نعمة هذا الشعب العظيم الذي عكس ولا يزال يعكس صورة لا مثيل لها بين الشعوب في التفاني والإخلاص لمليكه وولاة أمره، ولوطنه وللتضامن والتكافل الاجتماعي الذى جمع كل القلوب على قلب واحد لا يشبه في بقاع الأرض إلّا المملكة العربية السعودية.

هاجر بنت عبدالله هوساوي✍🏽

الاثنين، 19 أغسطس 2024

شعور دائم في لحظات

شعور الخيبة شعورٌ مضني ومرهق جدًا في لحظات قد تكون عابرة لكنها دائمة بشكلٍ ما.

فحينما تگون أنت خيبتگ تگون أنت الجلاد وأنت العلاج وأنت السم وأنت الحياة.

لا تعرف گيف تتصرف، الى من تشتگي، وگيف تداوي احزانگ أو تتناساها، وأي حضن ستبگي فيه بلا أسى، وأي قلب سيستوعب گمية الخيبة التي تحملها بين أضلعگ النحيلة.

إدراگك بأن أملگ العظيم قد وأدته، وأمنياتگ الگبيرة قد تبعثرت، وأهدافگ غدى تحقيقها أبعد من غروب الشمس؛ يجعلگ حافي وأنت تنتعل حذاءگ، وعاريًا بينما أنت ترتدي أگثر ممّا ينبغي في هذه الأجواء شديدة السخونة.

حينما تگون أنت خيبتگ فلا بيت يؤويگ وإن كنت تملكه ولا عمر يسعفگ وإن گنت شابًا ولا وقت يجبّر گسرگ وإن گنت متاحًا بگل أوقاتگ.

ولأنگ خيبتگ فتناقضات الحياة ستگون جليسگ، وشعورگ بالذنب سيغدو سلوانگ، وهبوط في معنوياتگ لا ولن ترفعه لحظات سعادة أو مفاجآت مُفرحة لأنگ بت لنفسگ الجلاد والسم والحياة.

الجمعة، 5 مايو 2023

وهل أكتب بحساسية كبيرة جدًا؟

ولأني أگتب بحساسية گبيرة جدًا؛ جعل هذا الأمر من مسودتي مجلدات…!؟


فإن تأذيتِ من گلماتٍ مگتوبة؛ اعلمي بأنها مقصودة!

فقد تمت مراجعتها عشرات المرات…!


ولم تقرئيها صدفة؛ بل گانت موجة بدقة تامة لا تشوبها شائبة أو يعتريها شگ وحسن نية.


اتظنين بأن ما گُتِب اُگذوبة! فمن أحب حقًا لا يطلق دعابات مغلوطة.


لذا اعلمي أن الگلمات المنقولة لا تضلُ طريقها؛ بل تصل بگل صدق حاملةً نوايا أصحابها.


أتعلمين أن حروف الوفاء لا تشوبها شائبة، وحرگاتها واضحة، وخواتمها موزونة؛ لذلگ أتساءل اتظنين أن ما قرأتيه خدعة ثقيلة، أو خطأً فيالگتابة، أو سوء فهم….!؟


وعلى الرغم من انگِ تأذيتي..! أما زلتي تحسنين الظن وروح الثقة جليَّة في الگلمات وبين السطور المترابطة بوضوح العبارات وسلامة بنيتها ورصانتها….!؟


فاعلمي بأنها مقصودة!


لأنه قبل أن تقرئيها فقد تمت مراجعتها عشرات المرات…!


#همسات_الهجر_المسموعه📝  

الخميس، 9 مارس 2023

جبر الخواطر

 :دائمًا ادعوا الله أن لا يجعلك

گاسرًا لأي فرحة
گاسرًا للخواطر
گاسرًا للوعود
گاسرًا للقلوب
گاسرًا للطموحات
گاسرًا للهمم
گاسرًا الشغف
وكاسرًا لگل ما هو في صالح الآخرين


لأنگ بعدها لن تستطيع أن تجبر ما اقترفت يداگ؛


وإن حاولت….!؟

ستنجح في لملمة الشتات الذي حطمته لكنك بالواقع لن تُعيده سليمًا بلا خدوش گسابقِ عهده.


ستشهد على عبثگ گل التشقُقات الگبيرة الظاهرة على الحواف والقطع الصغيرة التي تناثرت وضاعت في زحمة المكان؛ وتلك أيُ شهادة فهي شهادة الأعين التي تطلق مئات اللعنات على ما قمت به.


ستجد نفسك مُرتبكًا بشكل غير لائق ومرادفة اطمئنان ستغدو حلمًا تغص بتفاصيله بكل حسرة.

اغلبنا لا يستطيع أن يجبر خاطرًا أو يواسي بأسهل العبارات وأصدق الكلمات، لگن بأيدينا أن لا نگسر عمدًا مهما 
گُسرنا ومزقتنا المواقف والأيام والسنون




هاجر بنت عبدالله هوساوي

السبت، 11 فبراير 2023

هذِّب أمانيك

علمتني الحياة تهذيب الأماني فقلت لنفسي يومًا وأنا مُعاتبه طموحاتي اللاواقعية ”يا هاجر: هذِّبي أمانيك“ ومن وقتها تعلمت أن؛

أتعلق بأمنيتي ولا اُجن بها لأنني جُننت بغيرها في وقتٍ سابق.

أتأمل قليلًا حتى لا أتألم أكثر.

أقاتل سعيًا في سبيلها ولا أتنازل عن غيرها لأجلها.

أُاَجل تحقيق مالم أستطيعه وقتها لحين استطاعة مستقبلية أعددتُ لها بكل شغف.

أفكر فيها بعقلانية الواقع ولا أسمح لأي شعور قلبي أن يبعثر منطقيتها.

أعمل في صمت حتى تكون كل أمنية واقعًا؛ بعيدًا عن ضجيج مشاركتها مع كل مهتم بها أو عابر لا تعنيه شيئًا.

أُحدث بها عقلي وأُنير بها قلبي ولا أتهاون عن أداء غيرها لأجل إتمامها.

أجعل من نفسي سيدةً على عرش ما تمنيت لا أمةً لأمنية تُطوِّعُ أهدافي، واختياراتي، ورغباتي، ومجهودي، في سبيلها هي فقط لا غير.

احترم صعوبتها وأَحْسِن تقدير استحالتها ولا أفقد الروح المعنوية التي تشجعني على تحدي الصعوبة التي تساعدني على تغيير الاستحالة.

أنشغل بها بكل جوارحي ولا انشغل عن اهتماماتي الأخرى.

أعطيها جُل وقتي ولا أبالغ في العطاء حد الهوس بها.

أركز طاقتي فيما يستحق وما لا يستحق أعطيه تعريف آخر حتى لا اُسيئ تقديره فأندم.

أُحجِّم الكبير الذي لا أستفيد منه لأجل عظيم أصغر منه لكنه يحمل من الأهمية التي فاقت ما أراه كبيرًا. 

أسعى للانتصار وأن أصبح حقيقة لا اغتر بالنتيجة، بل أتفاخر بمجهودي الذي قادني لهذا الانتصار.

أفرح فرحة معقولة حتى لا أصدم بجدار قاسي عند الخسارة التي تلي لحظات السعادة.

 

هي فقط أمانيٍ تصورتها وخرجت بقناعة تامة بأن من يعطيك آمالًا زائفة بشدة يقتلها في أخر لحظة بشكل أشد؛ فكيف لو كنت أنت الذي أعطى لنفسه هذا الأمل في فترة زمنية وقتله بالمقابل في فترة زمنية اخرى…..!؟

 

أمانيَّ البسيطة منذُ أن هذبتها وأنا أعيش بقناعة المُتيقن بها، والمُذعن بتفاصيل حدوثها، والمنكفئ على أسباب تحقيقها، والواثق بها كثقة الابن بحماية أبيه، واهتمام أمه، وخوف اجداده عليه، وفزعة إخوانه له، وحنان أخواته.

 

لذلك إن هذبت نفسك .. تتهذب أمانيك

فإن صعُب عليك تهذيبها؛ ستُصعِّب على نفسك وحياتك أمورًا كثيرة وكذلك العكس؛ وبالمقابل في حال تهذيبها ستسهل على نفسك أمورًا أكثر أو قد تكون احتمالية التحقيق أكبر بكثير لأنك وقتها بِتَ تعرف نفسك وقدراتك بشكل أفضل.

 

هاجر بنت عبدالله هوساوي

السبت، 26 نوفمبر 2022

علاقات سامَّة

 في بعض العلاقات الأخوية، والخاصة، ومع الأقارب المقربين أو البعيدين توجد شخصية سامة جدًا؛ إيذاءها فاق سُمِّية الثعابين والعقارب. فتلك أو ذاك سامَّ المعشر الذي يلدقُ خفيةً؛ بحجة خفة الدم يجرَحُك عمدًا، ويحرِجُك في كل تجمع، ويُحجمُك بكل استخفاف بين خلق الله.

إن تضايقت منه قال عنك حساس…!

إن تجاهلت حمقه قال عنك تتهرب…!

إن اعطيته اهتمامًا وأجبته؛ ولأن تفاعلك معه هو هدفه الأساسي تمادا وعلا صوته وزاد سفاهةً على سوء خُلقه…!

وإن عاتبته بأدب وتأنيب قال مازحًا "تعرف أنني أمزح كثيرًا ولم يكن حديثًا مقصودًا"!

وإن أدرت له ظهرك بلا التفات؛ طعنك بسهامٍ غادرة مع كل من يبادله كرهك ويتمني حرجك واحراجك وتحجيمك.

  

اعلمي عزيزتي أو اعلم عزيزي أن تتأذى من العلاقات السامة وتصمت؛ يعني أن تحرق روحك من الداخل فتغدو كشخصية محطمة تحمل رمادها بكل شقاء لكنها في العلن تظهر بشكل خارجي جذاب ومتماسك يظن من يراه أنه جمع قوة العالم في قلبه حتى يظهر بهذه الثقة العظيمة التي تشع قوة. فإن اجبرتك الظروف على التواصل مع ذوي العلاقات السامة لا تعطيهم قدرًا أكبر حتى لا يكبر إيذائهم بداخلك. وكلما استصغرت تصرفاتهم وأفعالهم كلما تلاشت آثارها بنفسك وتغدو بلا قيمة بنظرك؛ لأن الاستخفاف بالفعل يقلل من حدة ردة الفعل.

  

ملاحظة.....!

هل استوقفتك بعض التفاصيل، أو كلها لا تعنيك من أولها لآخرها، أو أنك لم تكن يومًا السام في كل علاقة أو المتضرر منها؟

لذلك اقرأها مرةً أخرى، وفكر بصدق وعقلانية أيهم أنت السام في تواصلك مع الآخرين أو المُتضرر من سموم الفرد المُقرب منه وكُتِب عليه التعامل معه دائمًا؟

 

هاجر بنت عبدالله هوساوي

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022

حياتي سر مشاهداتي!

 حالة غريبة؛ هالة الخصوصية المقدسة لم تعد نهائيًا ذات قداسة لدى البعض؛ أكان ذلك بسبب اختلاف الزمان، أو تغيُّر المعايير عن السابق، أو تحجيم ثقافة العيب، أو هي فقط لوثة تصيب من أصبح مهووسًا بداء الظهور سواءً بشكل ايجابي، أو سلبي، أو مخجل، أو مدعاة للشفقة.

حاولت اختلاق مبررات عديدة لأفهم الحالة ومُسبباتها وما يجعلها بهذا السوء، لكن عقلي لم يقتنع بها نهائيًا؛ فهذا السُّعار الذي أصاب البعض وجعلهم لا يكترثون لأي قيمة وأخلاق؛ مدعاة للتساؤل اللامتناهي أهو بسبب المشاهدات الكبيرة أو هو بسبب الجماهير المعززة بمبالغة والمنتقدة بسخرية. لكن يا سخرية القدر؛ فتلك معضلة حينما تصبح حياتك هي المحتوى الذي تتواصل به مع جماهيرك، وحياتك هي رزقك الذي ستجني منه قوت يومك، حياتك أيضًا من أكبر أسباب شهرتك ومن مُسببات بقاؤك في مقدمة الأحداث التي لا قيمة لها.


ففي نقاط بسيطة؛ فهستيريا الخوف من الدخول في دائرة طي النسيان جعل من معايير الخصوصية التي يتغنى بها كل من دخل في عالم التواصل الاجتماعي مختلفة عمّا كنّا نعهدها في السابق. وأصبح التحدث بشكل علني فيما لا يتم التحدث عنه مع العامة أمر طبيعي جدًا. والقرارات المصيرية باتت محتوى للتداول بحجّة أخذ آراء من الجماهير واستشارتهم، لكن بالواقع الذي يعونه جيدًا بأنهم ليسوا إلّا أفراد مجهولين لم يعيشوا نمط حياتهم أو يجربوا نفس خبراتهم أو يعاصروا مجريات الأحداث التي سيؤخذ عليها القرار؛ هو فقط داء الظهور الذي سيطر عليهم ولو على حساب قرار شخصي سيأخذه من أفراد لا يعنيهم من أمرهم شيء. وغير ذلك كل أهمية بلا قيمة إلّا القيمة التي ستجعلهم على قمة الترند أو صفيح الأحداث الساخنة. والأدهى من ذلك، حينما يكون الكذب على النفس والمال والولد قبل الجماهير؛ هو الوقود الذي يحركهم ويوجههم بلا خجل وأدب ومراعاة لما هو مقبول مجتمعًا وثقافيًا أو غير مقبول نهائيًا.


فهذا داءٌ عضال لا دواء له سوى بمراجعة النفس واحترامها وتقدير خصوصيتها ثم بتغيُّر أولويات ظهورهم؛ فالحمدلله الذي عافانا مّما ابتلاهم به.


هاجر بنت عبدالله هوساوي

HajarHawsawi@